في الأمسية الختامية لملتقى الملتقيات الثقافية في المنطقة الشرقية، شارك بيت السرد بتقديم أمسية قصصية مميزة للقاصين حسين الملاّك وموسى الثنيان، وأدار الأمسية الناقد عبدالواحد اليحيائي. قدم اليحيائي السيرتين الذاتيتين للقاصين بصورة مختصرة، وبدأت الأمسية مع حسين الملاك الذي قرأ خمس قصص على أربع جولات: في الأولى قرأ قصتين «نقطة تحول» و«العرافة»، وبعدها «بعمق جرح غائر» و«رسالتي إليكَ» و«قطعتا سكر». في حين قرأ الثنيان أربع قصص، «ليت لي دمية» و«خائنة اللوز» و«نافذة إلى السجن» و«معطف جدتي». في نقطة تحول لحسين الملاّك يتحدث عن امرأة أخرى في ليلة عرسه وكيف يكون الوداع الأخير! ومن قصته «العرافة» هذا المقطع: بوجه طفولي وملامح هادئة تسير وعلى محياها ابتسامة وفي شفتيها تمتمة. سألتُ الرجل القريب مني: من هذه الحلوة؟ فقال إنها العرافة تخطف من البحر أسرار الناس وتدفنها في البرية، لا تفصح عما يختلج في نفسها إلا لصاحب السر، تنير له طريقا وتمضي دون بوح. تعيش بمفردها فكل الرجال يتهيبون من أن يتقدموا لخطبتها خوفا من أن تكشف المستور!. وفي «ليتني دمية» لموسى الثنيان معاناة أم فقدت التواصل مع ابنها الذي يتواصل مع دميته، قصة تؤكد على الأمومة وإحساسها العميق لدى أي أم! وفي قصته «نافذة إلى السجن» يقدم موسى الثنيان معادلا موضوعيا لبطل القصة المسجون هو العصفور الذي يكتشفه السجان فتكون النهاية المأساوية المرهفة هكذا: همس المحقق في أذن الحارس بشيء ما لم أسمعه فخرج مسرعا ليعود بيده مدية، كي يريح المحقق نفسه من الشكوك وضع المدية على عنق العصفور وذبحه! كنتُ أنظرُ إلى العصفور وهو يرفرف بجناحيه من الألم وقد اختلط الدم بريشه.. كنتُ أشعر بأني ذبحت أنا الآخر..