استضافت ثقافة الدمام الروائي تركي السديري؛ ليلقي محاضرة بعنوان «الطيب صالح أدبه ورواياته»، وذلك ضمن مشاركة «الملتقى الثقافي» في ملتقى «المنتديات الثقافية في المنطقة الشرقية»، أدارها الدكتور سعد البازعي الذي قال: إن الطيب صالح من عمالقة الرواية العربية، مشيدا بالاهتمام الكبير من قبل السديري بأدبه، ليتناول بعدها سيرة المحاضر فقال: عرفت السديري روائيا بخلفية علمية بعيدة عن الأدب. وأضاف: دهشت عندما أصدر مجموعته القصصية الأولى منذ عدة سنوات، وقد مكنته علاقاته الكثيرة في المجتمع من استشفاف علاقاته الإنسانية، إضافة لإصداره عملين في الرواية هما «اللواهب»، و«لماذا يا أبي»، ليتحول بعدها للنقد حول الطيب صالح الذي يبدو أنه تخصص فيه. ثم تحدث السديري فقال: إن عنوان المحاضرة كان في الأصل «وقفة مع الطيب صالح: حياته وأدبه»، ليصف بعدها الروائي الكبير أنه أحد عمالقة الرواية العربية، وكتاباته من السهل الممتنع، متطرقا لروايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال» التي ترجمت إلى لغات عديدة في العالم، إضافة لكونها من أفضل مئة رواية على مستوى العالم، حيث كتب عنها الكثير من الدراسات والمقالات من أهمها «رؤية الموت ودلالاتها في روايات الطيب صالح»، و«خمسون عاما على موسم الهجرة إلى الشمال». وذكر المحاضر أن الروائي صالح اطلع على الأدب الإنجليزي ولا سيما أعمال الكاتبة «فرجينيا وولف»، والفيلسوف «فرانس فانون»، وتأثر باشتراكية «برنارد شو». وقال إن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» قد نشرت عام 1960، مشيرا إلى أن ميلاد الكاتب كان عام 1929 في كرم كول في السودان، وهو من قبيلة الركابية ويحمل درجة بكالوريوس من جامعة الخرطوم، سافر إلى بريطانيا ليعمل في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، ثم هاجر إلى قطر وتوفي في لندن عام 2009، كتب عمودا في مجلة لعشر سنين، ونشر عشرات الكتب معظمها في الرواية وهناك جائزة باسمه في السودان. ثم استعرض السديري روايات الطيب صالح وناقش «عريس الزين»، و«موسم الهجرة إلى الشمال"، و"بندر شاه" التي تتكون من روايتين الأولى بعنوان "ضو البيت" 1971، والثانية "مريود" 1976، وتدور أحداثها عن أسرة سودانية وتعاقب الأجيال في إحدى القرى السودانية. وقد قدم المحاضر مقاطع من الروايات، واستنتج أن الطيب له قدرة عجيبة على الوصف. وقال: مع الأسف رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" قد منعت من التداول في وطن الكاتب، وقال أيضا إن أول من قدمه هو الناقد "رجاء النقاش" الذي أطلق عليه لقب "عبقري الرواية العربية"، من خلال رده على الاستعمار الغربي في روايته، باستخدام بطلها مصطفى سعيد الذي كان يغوي النساء البريطانيات ثم يتركهن ما جعل بعضهن ينتحرن. وعقب الدكتور البازعي بأن عرض السديري كان شاملا وكان من الأفضل ربط روايات الطيب صالح مع بعضها، ولاحظ أن شهرة بعض رواياته تظلم أعماله الأخرى وربما تهمشها. وأكد على ضرورة الاهتمام بكل إنتاج الكاتب وضرورة النظرة الشاملة لأدبه، وعقب رئيس الملتقى الثقافي في الدمام طارق الخواجي، بأن كاتبا كبيرا مثل الطيب صالح يمكن أن يهمش كتابا في السودان بحيث يبحث القارئ عن الطيب صالح في رواياتهم، وعقب أحمد سماحة بأن الناقد المصري رجاء النقاش هو أول من قدم الطيب صالح إلى الوسط الأدبي العربي ونوه بأهمية أدبه. وتحدث الروائي السوداني جمال الدين علي بأنه قد فاز بجائزة الطيب صالح مرتين متتاليتين، وأن الطيب صالح هو الأب الروحي للروائيين السودانيين.