حصلت وحدة الصرع في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام على «الاعتراف الأمريكي» للفيسيولوجيا الكهربائية والفنية كأول وحدة صرع تحصل على هذا الاعتراف في المملكة والشرق الأوسط. وإنشاء المستشفى وحدة الصرع لتشخيص وعلاج الصرع بأحدث الأجهزة والتقنيات الموجودة في العالم والمؤهلة لذلك، يهدف لإبقاء جميع مرضى الصرع صغاراً وكباراً بدون أي تشنجات أو تأثيرات جانبية من علاج الصرع، ليعيشوا حياة طبيعية. تحتوي وحدة الصرع على غرف لمراقبة مرضى الصرع وغرف ترفيهية للأطفال، مزودة بكاميرات المراقبة، ومدعمة بالجدران التي تحمي مريض الصرع في حال حدوث التشنجات. وذكرت د. رائدة البرادعي «استشارية أعصاب أطفال وأمراض صرع ورئيسة البرنامج المتكامل لأمراض الصرع»: مرض الصرع هو حالة عصبية تحدث من وقت لآخر، وهي اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ، ويكون له تأثير على وعي الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية، لذلك يسمى الصرع أحياناً "الاضطراب التشنجي". وطرق علاج الصرع تنقسم إلى ثلاثة أنواع، جراحة، غذاء كيتوني (وهو عبارة عن غذاء يحتوي على نسبة دهون عالية تصل إلى 90%، تساعد على خلق أجسام كيتونية في الجسم من خلال تكسر هذه الدهون لتقوم على تثبيط التشنجات)، والعلاج بتحفيز العصب العاشر، كما أن الصرع يصيب عادة الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم، أو كبار السن بعمر ال 60 عاماً فما فوق». كما أشار د. زياد الثاني «استشاري أعصاب كبار وأمراض صرع» إلى أن المريض الذي يصاب بالتشنج لأول مرة تتم معاينته عادة في قسم الطوارئ من قبل طبيب عام أو طبيب أعصاب في أي مستشفى من مستشفيات المنطقة، ثم تتم عملية تحويل المريض من المستشفى إلى وحدة الصرع في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام إذا كانت التشنجات غير مسيطر عليها، كما تتم عملية التحويل عن طريق برنامج «إحالتي» التابع لوزارة الصحة، أو عن طريق تقديم تقرير مفصل للحالة، حيث إن الطلب يقع تحت الدراسة من قبل أطباء الأعصاب المتخصصين في مجال الصرع، ثم تجري عملية التواصل مع المريض عن طريق منسق خاص لعقد زيارة خاصة مع المريض لتقييم حالته، ويتم تحديد الموعد المناسب لإدخاله لوحدة الصرع لدراسة حالته بالتفصيل، وبالتالي تحديد طريقة العلاج المناسبة ومناقشة الحالة في الاجتماع الدوري الأسبوعي لعلاج الصرع الذي يضم كل أطباء الصرع والجراحين والأطباء النفسيين وأطباء الأشعة والأخصائيين الاجتماعيين. وتحدث د. طارق جلول «استشاري جراحة أعصاب ومدير العلوم العصبية» عن أهمية دور الجراحة في علاج الصرع، حيث إنه أصبح في الوقت الحاضر دورا محوريا في العالم، ويعتبر جزءا أساسيا من علاج الصرع، بالإضافة إلى الأدوية والأنواع المختلفة من العلاج التي تم ذكرها سابقاً، فالجراحة تهدف بشكل أساسي إلى تحديد البؤرة التي تصدر منها الشحنات الكهربائية غير الطبيعية. تتم عملية الجراحة بإجراء عملية لفتح الدماغ وزراعة أسلاك من نوع خاص لتحديد مصدر الشحنات الكهربائية، يعني «للتشخيص»، وتتم بعد ذلك عملية استئصال هذه البؤرة، ويأتي النوع الآخر من الجراحة وهو التحفيز الكهربائي عن طريق أسلاك خاصة تُزرع في أماكن مختلفة في الدماغ، والأكثر شيوعاً هي الأسلاك المحفّزة للعصب العاشر في منطقة الرقبة، وذكر د. طارق أن عدد الحالات التي قيمت من قبل مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام قاربت حوالي 1000 حالة. والجدير بالذكر، أن مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام يسعى للتوسع بشكل أكبر في عمليات استخدام المجسات على سطح الدماغ وافتتاح الزمالة في الصرع وتدريب أطباء الأعصاب.