دشنّ مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وحدةً لمراقبة الصرع تتبع مركز العلوم العصبية بالمستشفى، وهي الوحدة الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية. وذكرت استشارية أمراض المخ والأعصاب للأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة رائدة البرادعي، أن ما يقارب 1% من الأفراد في المنطقه الشرقية مصابون بالصرع، لذا كان اهتمام الممارسين في هذا المجال كبيراً وشاملاً، وأسفر عنه تحقيق تقدمٍ هائلٍ في مجالات تشخيص وعلاج هذا المرض خلال السنوات الأخيرة الماضية. كما أوضحت الدكتورة البرادعي أن وحدة مراقبة الصرع التي افتتحت مؤخراً في المستشفى، تعنى بعلاج حالات الصرع العسير التي لا تستجيب للعلاج أو التي لديها القابلية بصفة خاصة لحدوث بعض الآثار الجانبية، لافتة الى أن 30% من الأطفال والبالغين المصابين بهذا النوع من الصرع بحاجة ماسة إلى مراقبة ودراسة التشنجات التي تصيبهم بشكل دقيق يساعد على الوصول الى طرق مناسبة للعلاج قد تشمل التدخل الجراحي. وأبانت الدكتورة رائدة أن مراقبة تشنجات الصرع تتم بواسطة التخطيط المخي الكهربائي الدقيق المتزامن مع تسجيلات الفيديو، كما يتم استخدام تقنيات علم الإشعاع العصبي الحديثة؛ بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي، والمسح التصويري الطبقي ببث الالكترونات والتصوير المقطعي ذي الانبعاثات أحادية الفوتون، والأقطاب الكهربائية المتطورة التي تزرع في الجسم للمساعدة على تحديد مصدر الاختلاجات. وتوقعت الدكتورة البردعي، أن يتم استقبال ما يتراوح بين 100-150 مريضاً سنوياً في وحدة مراقبة الصرع، التي تضم فريقاً طبياً عالي التأهيل يتكون من أطباء متخصصين في جراحة المخ والأعصاب وأعصاب الكبار والأطفال وأعصاب النفسية، وأشعة الدماغ، إضافة إلى فنيي الأعصاب الفسيولوجيين، وممرضين متدربين. في الوقت الذي اشارت فيه البردعي أنه بعد اكتمال تدشين برنامج الصرع الشامل الذي يتضمن بناء وحدة الصرع وعلاج الصرع بالغذاء الكيتوني والجراحة، والأدوية، وتحفيز العصب العاشر، فإن تخصصي الفهد في الدمام سيعمل على تأسيس برنامج تدريبي، معترف به من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، لتدريب الأطباء في هذا المجال، إضافة إلى إجراء البحوث الطبية للتطوير في مجال الصرع، مؤكده بأن علاج الصرع من الأمور المهمة والضرورية، خاصة لدى من يعانون التشنجات العسيرة. يذكر أن وحدة مراقبة الصرع في تخصصي الفهد التي يتم من خلالها التعامل مع الحالات العاجلة والحرجة، هي بمثابة مركز طبي متعدد التخصصات، يضم خدمة متكاملة لإجراء الفحوص والتشخيص وتقديم الرعاية العلاجية، وتيسر هذه المنظومة بالقيام بجدولة عالية الفعالية لعدد من الدراسات المتقدمة التي تُعد جزءاً من التقويم الجراحي الذي يحتاج فرصة وافرة لدراسة القرار كما تعطي الطبيب فرصة كبيرة لتجربة أدوية مضادة للاختلاجات.