بعد تذليل عقبة «القوات» اللبنانية في تأليف الحكومة اللبنانية، والتي استمرت لأشهر عدة، ابتدع «حزب الله» مشكلة جديدة سماها «العقدة السنية»، بدعوته لتوزير سني من خارج كتلة «المستقبل»، زاعما أن عدم منح المنصب لأحد منهم ممن أفرزتهم الانتخابات النيابية الأخيرة يضرب الوفاق الوطني. ويشدد مسؤولان لبنانيان على أن «حزب الله» يضع العصي في دوليب تأليف الحكومة، لأنه يعلم جيدا أن الرئيس المكلف سعد الحريري لن يقبل بإدخالهم في الوزارة، ولن يكون رئيسا ضعيفا. » عقدة جديدة وقال عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» المحلل السياسي راشد فايد، ل«اليوم»، إن الرئيس سعد الحريري لن يقبل بهذا الطرح، لافتا إلى أن الحياة السياسية في هذه المرحلة تشهد تلاعبات سياسية أقرب إلى ألعاب الأطفال، بابتداع مشاكل من لا شيء، ومن ثم إطفائها من دون أن يفسر لماذا نشأت وانتهت. وأشار إلى أن حزب الله عاد الآن إلى التصعيد بما سماه سنة المعارضة، وهذه تسمية تستدعي التساؤل معارضة لمن، لشخص الرئيس الحريري وهم من الذين سموه لتأليف الحكومة أو معارضة لها والتي لم تتشكل بعد، وحينما يحدث ذلك، سيكون لجماعة 8 آذار حضور موزون. واعتبر فايد أن هذه ألعاب صبيانية وسخيفة، هدفها ترضية للبعض خدمة للنهج الذي يتبعه «حزب الله»، بعدما كان هؤلاء السنة عاتبين عليه لعدم دعمهم، نجده الآن يرفع من شأنهم ويفرض أن عدم تمثيلهم يعتبر قضية تمس الوفاق الوطني. » ابتزاز الحريري من جانبه قال المعارض الشيعي ل«حزب الله» المحلل السياسي لقمان سليم، ل«اليوم»: إن «هذه العقدة ليست مفاجئة، لأن حزب الله سعى حثيثا لهذه المجموعة من الشخصيات السنية خلال الانتخابات النيابية الماضية لكي يتمكن من ممارسة المزيد من الابتزاز أولا على رئيس الحكومة المكلف ولا سيما إن كان الحريري». وأبان: لا أظن أن هذه العقدة لم تكن على جدول أعمال العقد التي أدارها حزب الله خلال الأشهر الماضية، إلا أن الأمر الخطير في الموضوع هو أن أي تنازل يقدمه الحريري لم يحسب عليه كشخص، وإنما كحليف للمملكة العربية السعودية، وبالتالي فالأمر ليس إدخال وزير سني من حصة الحريري بمقدار ما هو دفعه لتقديم المزيد من التنازلات وتصويره بأنه رئيس حكومة ضعيف من قبل أن تتشكل.