ما زلتُ أذكر ذلك اليوم الأخضر، الثالث والعشرين من الشهر التاسع من كل سنة ميلادية، حيث وُلِد وطني. الجميع خرج في أفواجٍ مهيبة يهتفون «موطني.. قد عشت فخر المسلمين» أبتسم ثم أُخْرِج علمي الصغير وأخرجه من نافذة سيارتنا ليتحمل الهواء مسؤولية أن يرفرف شامخاً. الجميع هنا في اعتزاز ليس له مثيل، الكل لديه ما يفخر به في وطنه المعطاء. أما من وجهة نظر تطوعية، فإن أغلب المتطوعين يتسابقون لتنظيم المهرجانات المنتشرة في كل أنحاء الوطن لأن كلاً منا يود أن يقدم شيئاً بسيطاً لوطن قدم له الكثير. تنتشر المبادرات في كل مكان ويتلون الكون بالأخضر المريح للأعين ومن ثم يهتف الجميع «موطني.. قد عشت فخر المسلمين». للوطن.. لا أنسى زيارتي، تلك الزيارة الاستثنائية التي قضيت فيها يوماً كاملاً مع أبطال الحد الجنوبي أثناء زيارتي لمنطقة جازان الفاتنة. لا أزال أذكر تلك الكلمات التي نَطَقَت بها ألسنتهم: «زيارتكم.. رفعت معنوياتنا جداً والنصر قريب إن شاء الله» ولم يعلموا أنه في حقيقة الأمر، معنوياتي هي التي ارتفعت. ثم هتف الجميع «موطني.. قد عشت فخر المسلمين»، فلم أشعر بنفسي إلا ونحن نردد سوياً «عاش المليك، للعلم والوطن»!.