بلاد الحرمين الشريفين هي الأرض التي يحبها كل إنسان مسلم يراعي أحكام دينه الحنيف، حيث تضم هذه الأرض الطيبة أطهر بقعتين على وجه الأرض (مكةالمكرمة والمدينة المنورة)، وهي منبع الدين الإسلامي الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين (محمد بن عبدالله) عليه أفضل الصلاة والسلام، لذا فإن هذه البلاد المباركة منبع لكل خير ومصدر إشعاع ديني وأخلاقي حميد لجميع المناطق التي هاجر إليها أبناء المملكة العربية السعودية. إن الواقع التاريخي لهجرة أبناء المملكة نظرا لظروف المعيشة القاسية في ذلك الزمان في مدينة الزبير بشمال المملكة العربية السعودية التي أسسها أبناء الجزيرة العربية من العوائل النجدية منذ ما يقارب 400 سنة حيث هاجروا بعوائلهم إلى تلك الأرض التي تقع طرف الصحراء (مدينة الزبير) وأنشأوا إمارة خاصة بهم بطراز معماري نجدي تماما مع واقع اجتماعي تمثل بقوة التزامهم بعاداتهم وتقاليدهم التي جاءوا منها، بل تشددوا بالمحافظة عليها بحيث انكفأوا على أنفسهم ولم يسمحوا بأن يسكن معهم أشخاص من غير بيئتهم، مما ساعدهم بالمحافظة على الالتزام الديني وتثبيت عقيدة التوحيد الخالص لله عز وجل.. وفي نفس السياق الاجتماعي لم ينقطع «أهل الزبير» عن أقاربهم وقراهم التي جاءوا منها، حيث إن ما اشتهر عنهم هو (حبهم لوطنهم الأم) وتواصل ولاؤهم لأسرة آل سعود المباركة، وقد بادلهم هذا الولاء حكام المملكة بزيارتهم للجالية السعودية في مدينة الزبير ابتداء من الملك عبدالعزيز والملك سعود رحمهما الله، وقد كانت عودة «أهل الزبير» إلى ربوع المملكة العربية السعودية في زمن الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث ساهموا بعون الله (ذكورا وإناثا) في نهضة وتطوير وطنهم العزيز. إن العودة المباركة لأهل الزبير لوطنهم الأم خلال العقود الماضية امتداد طبيعي للحب والإخلاص الذي يحمله أبناء المملكة جميعا لبلادهم الطيبة التي شرفها الله بتحكيم كتابه وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، بالإضافة إلى ما تمنحه القيادة الرشيدة من أسرة آل سعود الخيرة من الوفاء والعطاء لأبناء هذا الوطن العزيز بحيث نتمتع جميعا كمواطنين بالأمن والأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ربوع بلاد الحرمين الشريفين، سائلين الله أن يحفظ بلادنا الغالية وقيادتنا المباركة من كل مكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وإلى الأمام يا بلادي.