«في قصص الشعوب، طرائف لا تنتهي وعالم حلو بهي يسكن في القلوب» ما سبق كلمات ولحن عالق في أذهان أغلب من يقرأ هذه المقالة، المقدمة الغنائية لحكايات عالمية، قصص عالمية مترجمة، منوعة، كانت تلامسنا كثيرا وتعلمنا. ليست هي فقط بل حتى سالي، لحن الحياة، سنان، هايدي، ليدي، الكابتن ماجد، ماوكلي و قرية التوت وغيرها، قصص لطيفة، لغة جيدة، حوارات سليمة نقضي وقت فراغنا الذي يخصص منه الأهل وقتا محددا لمشاهدة التلفاز. أما الآن وبغض النظر عن توفر الرسوم المتحركة والألعاب على الأجهزة الذكية، المحتوى المقدم اختلف، انحدر لمستوى لا يتناسب وعرضه للأطفال، لا أعلم ما هدف صانعي الرسوم من المحتويات الغريبة العجيبة! وأين دور من يجيزها وينشرها؟ لعلهم يريدون محاكاة التطور وتغيرات العصر، لكن بحدود المعقول. فمثلا أن يعرض فيلم عن دمى تتكلم وتعيش حياة كاملة كما جاء في «حكاية لعبة» بهدف إيصال فكرة اقتناء الألعاب يستلزم الحفاظ عليها هدف كافٍ، وكذلك السيارة العجيبة بومبو غير المنطقية واللطيفة. أما اسفنجة تقوم بسلوكيات مقززة وتتلفظ بألفاظ مزعجة، أو مخلوقات غريبة مشوهة لا تعرف إن كانت بشرا أم حيوانات، فهذا غير مقبول. كل من يعمل في هذه الصناعة مسؤول عن التأثير السلبي الذي ينشره بين الأطفال، فرقابة الأهل غير كافية والتضييق فيها غير مجدٍ، وإن رأوا أن هذا محاكاة الخيال والتقدم فليصنعوا لنا رسوما تفتح باب التفكير في التقنيات الحديثة وتطبيقها في مجالات الحياة بعيدا عن التفاهات والحوارات السيئة. أؤمن كثيرا بدور القصص والرسوم المتحركة الإيجابي على الطفل، فلنسع أن نقدم محتوى يعزز اللغة، الذكاء، الصفات الاجتماعية والأخلاقية الجيدة ودمتم.