قال خبراء في الشؤون الأمنية والسياسية: إن محاولة تدويل قضية وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي تأتي في سياق الحملة الممنهجة ضد المملكة من دول وأجهزة استخباراتية لوقف الدور السعودي في تجفيف منابع الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط عامة والعربية خاصة. وانتقدوا في أحاديثهم ل«اليوم» انطلاق حملة تشكيك في بيان النائب العام السعودي بشأن تفاصيل وفاة خاشجقي تقودها قناة «الجزيرة» القطرية لتنفيذ أجندة خبيثة. » شفافية التناول يقول الخبير الأمني عبدالله الوتيدي: المملكة تعاملت منذ اللحظة الأولى بشفافية في تناول الأزمة بدليل قبول المشاركة في التحقيقات مع فريق تركي، إضافة إلى ما أعلنه النائب العام بأن وفاة خاشقجي داخل القنصلية السعودية باسطنبول نتيجة شجار، والتحقيق مع 18 سعوديا متهما في القضية، ثم قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق. » خطوات المملكة وأضاف الوتيدي: بالقطع كل هذه الخطوات تؤكد عدم وجود أية نية لدى القيادة السعودية لإخفاء أية تفاصيل بشأن الوفاة، بل تؤكد السعي إلى التوصل إلى إعلان كافة الحقائق، وأشار إلى أن بيان النائب العام كان وافيا وشاملا إذ ذكر تفاصيل الوفاة، كما أعلن استمرار التحقيقات من أجل الوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها ومحاسبة المتورطين وتقديمهم للعدالة وهو ما يخرس أية أصوات تشكك في التحقيقات. مؤكدا أنه لو تواجد سوء نية لدى المملكة في هذه الأزمة لأخفت هذه التفاصيل ونفت وفاة مواطنها خاشقجي واستمر الغموض في الحادث، إضافة إلى عدم اتهام أشخاص سعوديين. » قطع الشك وقال الخبير الإستراتيجي د.جمال عبدالمقصود: إن إعلان المملكة كافة التفاصيل المتعلقة بوفاة خاشقجي قطع الشك باليقين خصوصا بعد تضارب الروايات بشأن الحادث خلال الأيام الماضية ومحاولة البعض تصيد المواقف من أجل الإساءة إلى المملكة. ولفت عبدالمقصود إلى أن بيان النائب العام السعودي سد الثغرة التي أحدثت كل هذا الارتباك بعد انفراد الخصم بالمبادرة المعلوماتية. مشددا على أن الدول العربية تساند المملكة وتؤيدها في كافة قراراتها، كما أنها ترفض الاتهامات التي وجهها البعض إلى الرياض دون أدلة. » حملة مسعورة من جانبه، شدد وكيل لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري أحمد إمبابي، على أنه منذ بداية الأزمة وهناك إصرار من دول بعينها على تلفيق التهمة إلى المملكة بغرض الإساءة إليها، مشيدا بشفافية القيادة السعودية في التعامل مع الموقف دون مواربة، ما أفقد أصحاب المصالح صوابهم، إذ بدأوا في استغلال منابر عميلة مثل «الجزيرة» لشن حملة مسعورة ضد المملكة.وأوضح إمبابي أن شاشة القناة القطرية وجهت جهودها الخبيثة فقط للحديث عن هذا الأمر كأن العالم توقف أمام هذا الحادث، كما أن الاهتمام المبالغ به من قادة ومسؤولين في الولاياتالمتحدة وأوروبا يشير إلى التنسيق وتدبير مؤامرة ضد المملكة لإيقاف دورها في المنطقة بعد تصديها بقوة للإرهاب ومخاطر دول مثل إيرانوقطر. » تحذير برلماني وحذر عضو مجلس النواب المصري مصطفى الجندي، من محاولة ضرب تحالف رباعي مكافحة الإرهاب، بعد مواقفه الصلبة وتصديه للمخططات الرامية إلى تمزيق العرب وإضعافهم.وأكد أن ما يحدث من تطورات في أزمة خاشقجي هو استهداف واضح للمملكة، وفي سياق مؤامرة مدروسة بعناية فائقة وراءها أجهزة استخبارات ودول تريد إعادة رسم خريطة المنطقة لمصلحة قوى إقليمية. وأشار الجندي إلى أن المكاشفة التي اتبعتها السعودية في حادث وفاة خاشقجي كانت مفاجئة للمتآمرين ومن يسعى إلى استغلال الأزمة للإساءة إلى من تقف حائط صد قوي ضد الدول المتآمرة علينا ك«إيرانوقطر» اللتين تنسجان المؤامرات ضد المملكة، تماهيا مع أطماع طهران في المنطقة، وتمويل قطر للإرهاب.