لا يخفى على أحد، أهمية ادارة المشاريع في سير المشاريع الانشائية وانجازها في الوقت المحدد من عدمه... ان غياب مفهوم ادارة المشاريع بأدواتها المختلفة لدى كثير من الجهات المعنية بادارة المشاريع؛ او من بعض الممتهنين للإشراف في بعض القطاعات الحكومية والاهلية، هو أحد الاسباب الرئيسية في تعثر أو تأخر كثير من المشاريع.. فاذا جزمنا بأن تأهيل المقاولين هو أحد العوامل التي تضمن جودة المقاول، وملاءته المالية، وامكانياته الفنية، فإن تأهيل الجهات المعنية بمتابعة تنفيذ المشروعات، هو العامل الأهم في ادارة دفة المشروعات وتنفيذها في الوقت المحدد وبالمواصفات والجودة المطلوبتين.. تحدثنا في المقال السابق عن أهمية تقويم اداء المقاولين في الحد من تأخر او تعثر بعض المشاريع؛ الا ان تأهيل الجهات المُقومة للمقاول، لا شك أنها أسبق من تقويمهم او تأهيلهم، وهنا بيت القصيد. ان عدم امتلاك الجهات الاشرافية لنظم تقنية إدارة المشروعات التي تسهل وتنظم إدارة المشروع وتوضح طرق المراقبة والقياس والتعرف على الموارد والمتطلبات وجدولة شراء وتوريد المواد سيؤدي بلا شك الى تأخر توريد المواد او الاضطرار الى التعجيل بمواد أقل كفاءة وادنى جودة. ولا تقل ادارة المشروعات التصميمية أهمية عن ادارة المشروعات الانشائية؛ من حيث مراجعة التصاميم والمواصفات والمقاييس.. وهنا لا بد من وجود جهاز فني متكامل يراجع التصاميم على مراحل متعددة من التصميم، مبدئية وعند انجاز 30%، 90%، 100%. كما أن هناك بعض العوامل الاخرى التي تسهم في بطء تنفيذ المشروعات، وهي عوامل عدة يشترك فيها المقاول والجهة المشرفة ومنها: 1. عدم تأهيل المقاولين للدخول في المنافسات على المشروعات حيث يكتفى بشهادة تصنيف المقاولين دون النظر في عداد المشروعات الأخرى التي ينفذها المقاول ونوعها ومهارات العاملين لديه وامتداد سنوات الخبرة لديه.... إلخ. 2. لا بد من القيام بدراسة أثناء التصميم للمخاطر التي يتعرض لها المشروع (Risk Analysis) وبخاصة في المشروعات الكبيرة والتي تشتمل على بعض الظروف الصعبة كارتفاع مستوى المياه الجوفية إذ لا بد للمصمم أن يتعرف على المخاطر المحتملة ويضع الحلول المقترحة لها بحيث يتجنب المقاول حدوثها ببعض التدابير، وكذا الحال اعداد مخططات ورش العمل (shop Drawings) التي توضح بطرق تفصيلية طرق التنفيذ في مختلف مراحل المشروع. 3. عدم تجهيز المهندس المصمم لما يسمى بطريقة التنفيذ (Method Statement) وهي التي تحدد أسلوب التنفيذ المقترح والتي تم على أساسها إعداد التصاميم وحسابات الكميات وإعداد الجدول الزمني للتنفيذ والتكاليف وعدم دقة جداول الكميات مما يسبب اختلافا بين التصميم وبنود العقد الخاضعة للدفع مما يؤدي إلى التأخر في التنفيذ. وبصفة عامة، لا بد من ترسيخ مفهوم إدارة المشاريع لدى منسوبي كل من المقاول والجهة المشرفة، إذ لا يخفى على أحد أهمية الإدارة في مشروعات الإنشاء من حيث التحكم في العوامل المؤثرة في التكلفة والجودة والفترة الزمنية وذلك بهدف الحصول على أفضل جودة وأقل تكلفة، ومما لا شك فيه أن استخدام التقنيات الحديثة من أساليب التخطيط والمتابعة وبرامج جدولة المشاريع سيساعد كثيرا في إنجاز الإنشاءات في وقتها المحدد دونما تأخير.