بعد عن الديار، وعدم اتزان، حالة كانت بحاجة إلى ضماد «ثلاثي» يوقف نزيف السماوي، ولأن الهدوء والحكمة هما ما غلفا أجواء الباطن عقب ثلاث خسائر متتالية، فقد حضر الانتصار، معلنا عن البداية الحقيقية لأبناء حفر الباطن في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. «الباطن»، ظهر بشكله الحقيقي في الشوط الثاني من لقاءي الفتح والاتفاق، فتمكن من التعادل في الأول، وخسر الثاني بشق الأنفس، لكن ذلك تسبب في تراجع مستوى الثقة لدى لاعبيه، الذين أهدوا الهلال والأهلي انتصارين دون أي معاناة. ولأن مثل هذه الحالات تتطلب تدخلا خاصا، بعيدا كل البعد عن الجوانب الفنية، فقد كانت ادارة الباطن بقيادة الثنائي ناصر الهويدي ومبارك الظفيري بالقرب من الفريق للرفع من معنوياته، متخذة قرارا بعدم العودة إلى حفر الباطن عقب نهاية مباراة الأهلي، والبقاء في جدة لإقامة معسكر داخلي، يخفف من حدة الإرهاق الذي تعرض له الفريق التنقلات المتكررة خلال الجولات الماضية. قاد كل ذلك أبناء الباطن لتجاوز المرحلة الأصعب، وتحقيق فوز معنوي في وقت مهم جدا، تزامن مع بدء فترة التوقف لأيام الفيفا، التي تستمر لما يقارب الأسبوعين، حيث سيزيد هذا الانتصار من الرغبة والحماس لدى لاعبي السماوي أثناء تأدية تدريباتهم اليومية، وهو ما سيساعد مدربه البلجيكي فرانك فيركاوترين على العمل بسلاسة لتصحيح الأخطاء المرتكبة، وتحسين الجوانب التكتيكية واللياقية لدى الفريق، قبل المواجهة المرتقبة التي تجمعه بالنصر على أرضه وبين جماهيره في حفر الباطن.