وتساقطت أوراق الشجر وهزّني وجْدُ الخريف تعرّت الأغصان وانسكب النّهار كشلاّل مهيب في مهبّ تهافتت كل الطيور على بقايا كسرة من خبز تراكمت السُّحبُ البيضاء فأجهشت عين السماء وسألت دموعها بين وهاد الروح وأودية الصبر بماء منهمر الرجاء ليمرغ وجه الغياب ويزين معصم الفصل بأساوره البرونزية لمَ يا صغيري تخالف وصايا الخريف في ارتداء حلته؟ أما علمت بأن الخريف توقيتي الأجمل ولي معه حكاياه الوقورة التي أنثرها كل عام هنا! وأوشوش بها ما تخبأ من كروم الحب في السفوح البعيدة إنّي وقد اعتدت الوقوف أمام غرابة عزلتي أتضمخ بعطر الحنين لأشاكس جنون الغياب بإغواء ها قد حل خريفنا وامتدت أغصانه حاسرة السوق والأعناق وراحت حمائم الرغبات تخفق زجاج نوافذ حيرتنا المنتظرة بأجنحة التوق فلنمنحها ابتساماتنا كتأشيرة رضا لتطيل زمن الخفق حتى نخلد للهيام ونمعن في حلم عودةٍ حميم.. * بدور سعيد