شهدت مدينة العيون في محافظة الأحساء تشييع جثمان المعلمة أنيسة الحسين، والتي لقيت مصرعها إثر حادث أليم صباح يوم أمس الأول بطريق عنان الرين وقع للحافلة الخاصة التي كانت تقلها مع زميلتها وابنتها الطالبة واللتين تعرضتا لإصابات متفرقة، وتم دفن جثمان المعلمة في مقبرة النهارش بمدينة العيون عقب الصلاة عليها بعد صلاة الجمعة يوم أمس في جامع عمر بن الخطاب، وكان آخر ما فعلته رؤية أسرتها عبر تطبيق «سناب شات». وبنبرة حزن وألم تحدث زوج المعلمة نواف الشاهين: «رحلت زوجتي بعد معاناة كبيرة مع كل تلك المسافات الطويلة ذهابا وعودة لمقر عملها، حوالي 1000 كم تقطعها من مدينة العيون الى مقر إقامتها في القويعية لتأدية رسالتها في التعليم، رحلت زوجتي وهي تقول لي سأموت قبل ان يتم نقل مقر عملي الى الاحساء وحلمي ان أكون بينكم». وأضاف الشاهين: هذه هي السنة السابعة التي كانت تنتظر فيها زوجتي ان يشملها النقل الى الاحساء لتأدية رسالتها خاصة وان كل معدلاتها ممتازة وبدون أي غياب، ولتكون قريبة منا ومن طفليها أحمد البالغ من العمر 3 سنوات ومنيرة التي تبلغ سنة واحدة، فلم يتحقق ذلك لها وتوفيت في هذا الحادث الأليم، فمن المسؤول عن ذلك وهل من مجيب ومن المسؤول عن تلك الوسائل الخاصة للنقل الى مقر عمل المعلمات؟ موضحا ان زوجته وفي يوم وفاتها وأثناء توجهها للمدرسة في اتصالها الاخير طلبت رؤية ابني وابنتي على تطبيق «سناب شات» وتحقق لها ذلك وكأنها تعلم انها ستودعهما الوداع الاخير. وقال الشاهين في رسالته للمسؤولين بوزارة التعليم: هل تعلمون ان المدة التي تقضيها زوجتي معنا هي يوم واحد في الاسبوع فقط تعيش فيه على اعصابها، وكان حلمها ان تكون قريبة منا تذهب الى مقر عملها يوم السبت عصرا وتعود لنا يوم الخميس ليلا وسط معاناة كبيرة، وهو الحال لكثير من المعلمات المغتربات ممن ينتظرن حلم تأدية رسالة التعليم قريبا من أهاليهن. وطالب الشاهين المسؤولين عن حركة النقل في وزارة التعليم بالنظر في حال المعلمات المغتربات ومعاملتهن معاملة خاصة في النقل، بحيث لا تمضي اكثر من سنتين بعيدة عن اسرتها التي ترعاها وتتشوق للقائها كل يوم. وكانت ادارة تعليم القويعية نشرت بيانا رسميا عبر صفحتها الرئيسية في تويتر جاء فيه: تعرض نقل خاص لمعلمتين صباح امس الاول الخميس لحادث سير على طريق «عنان – الرين» حيث تسبب انحراف المركبة عن الطريق لارتطامها بجبل ونتج عن الحادث وفاة المعلمة بمدرسة ال هويمل بقطاع الرين أنيسة عيسى الحسين -رحمها الله- واصابة زميلتها المعلمة بمدرسة المثناة بشائر العمير وابنتها الطالبة بمدرسة المثناة وكذلك إصابة السائق. وقد استقبل قسم الاسعاف والطوارئ بمستشفى الرين الحالات وتم التعامل مع الاصابات واجراء الفحوصات والاشاعات الطبية اللازمة، وقد تم خروج المعلمة بشائر حيث كانت اصابتها بسيطة ولله الحمد، كما تم رفع طلب إحالة لابنة المعلمة من مستشفى الرين، وتم قبول الطلب بمستشفى الامير محمد بن عبدالعزيز بمدينة الرياض وتم نقلها بالإسعاف لاستكمال مراحل علاجها. طالب الشاهين المسؤولين عن حركة النقل في وزارة التعليم بالنظر في حال المعلمات المغتربات ومعاملتهن معاملة خاصة في النقل بحيث لا تمضي أكثر من سنتين بعيدة عن أسرتها التي ترعاها وتتشوق للقائها كل يوم زوج المعلمة: كانت تقطع 1000 كيلو لتأدية رسالة التعليم انتظرت النقل إلى الأحساء بعد 7 سنوات من الاغتراب