نحتفل باليوم الوطني، وقلوبنا فيء الواحات، وآمالنا مد الشواطئ، ومآذن البيت العتيق، ووطن بمساحة قارة، وزهو يعانق الشموس، وإشراقة أزهى الخرائط، وثراء التاريخ. نحتفل بتحقيق المعجزة المتمثلة في أن السعوديين اليوم، هم الوحيدون، تقريباً، في منطقة الاشلاء والحرائق، الذين يرفعون رؤوسهم بزهو غير مصطنع وبفخر لم تصنعه خلايا الميليشيات ولا الأحزاب المشاءة بنميم، ولا إعلام المصنعات التلفزيونية. نفتخر بأننا في وطن السلام، فيما النيران تشعل حرائق الغضب في منطقة براكين الكره، إذ الذئاب الجائعة تبحث عن فرائسها من بغداد حتى أطلس الغروب ونجوع ضفاف الأطلسي. لا نفتخر فقط بأننا الناجون، بل ان بلادنا هزمت مخططات السحرة، لأن كل الحرائق التي تشعلها شياطين الفتنة حولنا، تستهدف، بالذات وطننا، ووحدته ولحمته. وإذا تمكنت من هذا الضوء الشامخ فإن بقية الدول العربية سوف تتحول إلى مسحوقات ونكهة إضافية لنخب حفلات الدم والجريمة. ويبقى الوطن صامداً مهيباً، وإن تلونت شعارات العدوان، من الفتن القومية والليبرالية والسلفية الوالغة في الدماء والرأسمالية المتوحشة، حتى أعيد بعث الصفوية الغيبية الخرافية وعناقها التاريخي لحزب الإخوان الذي زين له منظروه أن يكون الإسلام ربطة عنق ولحية محسنة، أقل كثيراً من معفاة وأكثر قليلاً من محفوفة. وقدموا إسلاماً ذرائعياً مائياً يتماهى مع كل الطفرات والتقليعات وغرف التخطيط الحزبي، لكنه يؤمن أن الحزبية هي «العروة الوثقى» وتعلو على كل دين ووطن وموقف. وأنفقت «شركة الفتن» الحزبية القابضة، مئات المليارات من الدولارات، وأسست مئات القنوات التلفزيونية المكلفة والصحف، وأسست أحزابا، وعشرات الآلاف من المواقع المغرضة، ومئات «دكاكين الضرار» التي سميت «مكاتب دراسات»، ترمي إلى النيل من المملكة والتشكيك بمشاريعها وسياساتها، ومهاجمة مواطنيها وزرع الأشواك في طريقها إلى عناق الشمس. وليعلم المتلقون أن كثيراً من الذين يشتمون المملكة اليوم قد أكلوا من خيرها واستشفوا من إعاناتها ودرسوا في مدارس وجامعات شيدت وشغلت بمساعدات سعودية. نفتخر أن وطننا يبني حلمه الخاص، وفخره من ثرى الأرض، وجهود الرجال الذين كانوا عند العهد والوعد. وطن النهار والضياء، والأيادي البيض، الذي أصبح خبيراً في «دعس» المعتدين المتغطرسين، وإبطال أعمال السحرة، وإحباط طموحات المتربصين الذين يبنون أمجادهم في حلم طوباوي لزرع الفتن والفوضى وتقسيم بلادنا القارة، لتكون فريسة وغنائم لكل يد آثمة. ليتذكر السعوديون حالهم قبل 88 عاماً، حيث كانت بلاد الأمية والعوز والفقر والضعف والعزلة، ويقارنونها بحالهم اليوم، ليعلموا أن كل سنة كانت إضافة إلى السمو وبناء المجد، وفخرا في القول والعمل وبذراً يعطي أكله في الأرض والسماء والسواحل والشاهقات والوديان والواحات والصحاري.