شرع فريق من العلماء في مهمة مدتها أربع سنوات لاكتشاف ما الذي يمكن أن يفقده العالم غير الماء عندما تذوب الأنهار الجليدية. ومن خلال فحص كائنات دقيقة توجد في جداول تغذيها الأنهار الجليدية، يأمل باحثون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان أن يتوصلوا لصورة أوضح لكيفية تأقلم هذه الكائنات مع الأحوال البيئية القاسية. وقال توم باتن المدير الأكاديمي للمعهد وقائد فريق البحث للصحفيين عند نهر رون الجليدي المغطى حاليا بأغطية بيضاء عاكسة لأشعة الشمس في محاولة لإبطاء ذوبانه: «حان الوقت كي نجد وسائل جديدة لمواجهة هذا التغير البيئي غير المسبوق». وأضاف: «الشيء البالغ الأهمية الآن من الناحية العلمية هو أننا بدأنا العمل عبر حدود أنظمة مختلفة. ففي كثير من الأحيان ننتقل بسرعة كبيرة من انحسار الأنهار الجليدية إلى ارتفاع منسوب البحار. ما يحدث بين هذه وتلك أمر غير معروف». وسيسافر الباحثون إلى أكبر أنظمة الأنهار الجليدية في العالم لجمع كائنات متناهية الصغر من مئات الجداول التي تغذيها الأنهار الجليدية وتحليل خريطتها الوراثية. وستأخذهم رحلتهم البحثية إلى جداول في ألاسكا وجبال الهيمالايا والأنديز وجرينلاند والدول الاسكندنافية والقوقاز ونيوزيلندا وجبال الألب الأوروبية. وكانت الأنهار الجليدية والجداول التي تغذيها كثيرة ذات يوم لكنها تتلاشى نتيجة تغير المناخ. ويتوقع علماء الجليد اختفاء نصف الأنهار الجليدية الصغيرة في سويسرا خلال السنوات ال25 القادمة. وينطبق نفس الشيء على الجداول التي تغذيها هذه الأنهار الجليدية والأنظمة البيئية التي تعتمد عليها.