من المشروعات الحيوية الكبرى التي بدأت بها المملكة لاستشراف تطلعاتها المستقبلية ترجمة لرؤيتها الطموح 2030 مشروع «نيوم»، وهو أكبر مشروع من نوعه في العالم، ويمثل منطقة استثمارية تجارية وصناعية على الساحل الشمالي الغربي من البحر الأحمر، وهو مشروع عملاق، يأتي في إطار الإستراتيجية الطموحة التي وضعها سمو ولي العهد الأمين بهدف تحقيق انفتاح اقتصادي كبير وللحد من الاعتماد الكلي على عوائد النفط والتخفيف من القيود الاجتماعية الصارمة. ولا شك أن هذه المبادرة تعد انطلاقا حقيقيا لصناعة مستقبل استثماري واعد، وقد بلغت تكلفة إنشائه الإجمالية خمسمائة مليار دولار، ويقع على البحر الأحمر وخليج العقبة بمساحة إجمالية تصل إلى نحو 26500 كيلو متر مربع، وقد قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هيئة خاصة للإشراف على المشروع برئاسة سمو ولي العهد الأمين، وسيتم دعم هذا المشروع الحيوي من قبل صندوق الاستثمارات العامة إضافة إلى دعمه من قبل مستثمرين محليين وعالميين، وهو من أكبر المناطق الاستثمارية في العالم إطلاقا. ويعتمد هذا المشروع الضخم على مصادر الطاقة المتجددة، ويعد من أهم المناطق السياحية في العالم، وهو مستثنى من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية كالضرائب والجمارك وقوانين العمل والقيود القانونية الأخرى على الأعمال التجارية، ما عدا الأنظمة السيادية، وسوف يتيح المشروع قيام قدرة نوعية فائقة على تصنيع وتوفير الخدمات بأسعار تنافسية على مستوى عالمي، ويعد المشروع بأوصافه وبكل تفاصيله وجزئياته من أهم المشروعات المطروحة في الرؤية السعودية الطموح 2030 ومن أكبرها. ويعد المشروع منطقة جذب سياحي، حيث يضم سبع نقاط جذب بحرية، ما بين مدن ومشروعات سياحية مختلفة، إضافة إلى خمسين منتجعا وأربعة مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر، وللمشروع علاقة جذرية بالرؤية الطموح للمملكة، وقصص النجاح تبدأ كما نوه سمو ولي العهد الأمين عند افتتاحه للمشروع «برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة»، وبالمملكة كما هو معروف مكامن قوى متعددة ومتنوعة سوف تستغل استغلالا جيدا لترجمة تفاصيل تلك الرؤية إلى مستقبل واعد ومنشود. وقد اختار قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - هذه المنطقة الحيوية الاستثمارية الواعدة ليقضي بعض الوقت في ربوعها، وقد استقبل فيها الرئيس المصري يوم أمس الأول، بحضور سمو ولي العهد الأمين، بما يدل على أهمية هذه المنطقة، ويدل على رسم مستقبلها بطموحات وطنية لا حدود لها ولا سدود، وهي تتطلع إلى غد مشرق من علاماته الواضحة نقل المملكة وفقا لرؤيتها المرسومة إلى واحدة من كبريات الدول الصناعية وإخراجها من دائرة الدول النامية.