قالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها من بغداد: إن الاستياء الشعبي المتصاعد في العراق، يكشف لواشنطن ضعف الإستراتيجية الأمريكية التي تركزت على دعم رئيس الوزراء حيدر العبادي، على أمل أن تترجم رسالته القومية المناهضة للطائفية إلى حقبة جديدة من السياسة العراقية. وأوضحت أنه إذا فشل العبادي في تأمين فترة ثانية، فإن الولاياتالمتحدة تواجه احتمال وجود إدارة أقل تعاطفا معها، وأكثر انفتاحا على إيران في الوقت الذي فرض فيه الرئيس ترامب عقوبات اقتصادية على طهران وهددها بعمل عسكري. وأضافت الصحيفة: إن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، له تاريخ طويل في معارضة وجود القوات الأمريكية في العراق، ويعتبر ان التورط الامريكي في البلاد استمرارا لاحتلال 2003. وبينما عارض مقتدى الصدر علنا التأثير الإيراني في العراق والمنطقة، استفاد هادي العامري قائد الميليشيات المدعومة من نظام طهران الذي حل في المركز الثاني بالانتخابات، من الدعم العسكري والمالي الإيراني. وقال الخبير العراقي بمؤسسة «شاتام هاوس»، نسيبة يونس: يجب على واشنطن التأكيد على أولوياتها للحكومة العراقية. وأبان أن الدفع من أجل استمرار العبادي هو السبيل السهل لواشنطن لمحاولة حماية المكاسب التي حققتها على مدى السنوات الأربع الماضية في العراق، دون الاضطرار إلى القيام بالاعمال الأساسية اللازمة لبناء مجموعة من البدائل السياسية. وقبل الانتخابات الوطنية في مايو، كان ينظر إلى العبادي الى حد كبير، على أنه المرشح الأول، بسبب قيادته للبلاد حيث قاتل العراق لاستعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم «داعش»، كما أبحر ببلاده خلال الأزمة الاقتصادية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط، وكان له الفضل في كسر الهوة بين السنة والشيعة في العراق. وخسر العبادي بعض أوراقه عندما أمر بالرد عسكريا على الأكراد، إذا ما كانوا سيعلنون الاستقلال عن العراق، بعد اجراء الاستفتاء في الإقليم، ويبدو ان هذا العمل يمحو فكرة أنه ضعيف. وقد ساهم التأخير الذي دام ثلاثة أشهر في التصديق على نتائج الانتخابات، في تصاعد الانتقادات الموجهة إلى العبادي، وأضعف عرضه لتولي رئاسة الحكومة لفترة ثانية، حيث تتفاوض الكتل السياسية الفائزة لتشكيل حكومة جديدة. وقد رفض العبادي مناقشة آفاق رئاسة الحكومة لولاية ثانية، وتعرض للانتقاد بسبب استخدام القوة في بداية الاحتجاجات، لكنه خفف في الآونة الاخيرة من توجهه قائلا: إن مطالب المتظاهرين مشروعة ووعد بالإغاثة الاقتصادية الفورية.