قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس السبت إن كتلة مقتدى الصدر فازت بالانتخابات البرلمانية. والصدر خصم قديم للولايات المتحدة ويعارض أيضا النفوذ الإيراني في العراق. ولا يمكن للصدر أن يتولى رئاسة الوزراء لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات لكن فوز كتلته يمنحه وضعا قويا في مفاوضات اختيار من سيتولى المنصب. وحصلت كتلة (سائرون) التي يتزعمها الصدر على 54 مقعدا في البرلمان. وجاءت في المرتبة الثانية كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري إذ حصلت على 47 مقعدا. وفي المرتبة الثالثة، جاء ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وحصل على 42 مقعدا. وأعلنت النتائج بعد أسبوع من تصويت العراقيين في انتخابات عامة خرجت بنتائج مفاجئة وكانت نسبة الإقبال على التصويت فيها منخفضة بشدة. ويمثل فوز الصدر عودة مفاجئة لرجل دين سبق وتعرض للتهميش لسنوات من قبل خصوم مدعومين من إيران. وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق. ويمثل أداء كتلة الصدر توبيخا للنخبة السياسية التي يلقي بعض الناخبين باللوم عليها في تفشي الفساد واختلال الحكم. وتعززت نتائج كتلة الصدر بفضل نسبة إقبال منخفضة إلى حد تاريخي قدرت الأسبوع الماضي بأنها 44.5 في المئة. ويقول ائتلاف الصدر إنه يعارض بشدة أي تدخل أجنبي في العراق الذي يتلقى دعما قويا من طهران وواشنطن. وتعهد الائتلاف بمساعدة الفقراء وبناء المدارس والمستشفيات بعد أن تضررت البلاد من الحرب على «داعش» وعانت أيضا من تراجع أسعار النفط. وقبل الانتخابات، أكدت إيران علنا أنها لن تسمح لكتلة الصدر بحكم العراق. وفي تغريدة بعد إعلان النتائج قال الصدر على تويتر «صوتكم شرف لنا وامانة في اعناقنا». ولا يضمن الفوز بأكبر عدد من المقاعد للصدر اختيار رئيس الوزراء، إذ يجب أن توافق الكتل الفائزة الأخرى على الترشيح. ففي انتخابات 2010، فازت مجموعة نائب الرئيس إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، وإن كان ذلك بهامش بسيط، لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء وألقى باللوم على طهران في ذلك. Your browser does not support the video tag.