قل لي من تصاحب أقول لك من أنت .! قبل ايّام وانا أهم في ترتيب الفوضى ب غرفتي سقط بيدي البوم صور الطفوله وأيام الدراسة أخذت اتصفح الكتاب حتى شدتني احدى الصور التي التقطتها مع صديقتي المقربه ( مريم ) حينما كنا ندرس في المرحله الثانوية مرتديين المريول المدرسي بصراحه كانت ملامحنا عفويه حتى تلك الابتسامه التلقائية سحرتني ،أخذت أتأملنا وسرحت في ذكرياتنا الجميله . جميعنا لدينا أصدقاء نستطيع أن نقول انهم تعدو المرحله الضروريه بل تربعو في قلوبنا وأصبح من الواجب أن لايبتعدو عن محطات حياتنا ،، أخذتني الذاكره الى تلك الأيام التي كنّا نتصل فيها مع بَعضُنَا ب استمرار على الرغم من اننا نلتقي دائما في المدرسه ، كنّا مشاغبات ب أدب يتخلله التفوق حتى انني أتذكر احدى المعلمات حينما ضاقت بِنَا ذرعاً قالت :كيف لي ان اعاقبكن وأنتن متفوقات .. (شطارتكم تخليني أتغاضى عن مشاكلكم ) ولا أستطيع أن أنسى ذلك اليوم حينما هربنا من حصه الانتظار كي نتجول انا وهي في أنحاء المدرسه ل تمسكنا مديره مدرستنا الصارمه كانت تقول ب صراخ : الى أين ..؟ كنت سأعترف لها على الفور بكل شي حتى تكلمت مريم : كنّا قاصدين فصل الفنيه ولَم تكن المديره اقل ذكاء منها حينما قالت : أين المفتاح ؟ لتجاوبها بكل ثقه : عند الاستاذه رايحه أجيبه نظرت إلينا المديره نظره شك وقالت لها : اذهبي واحضري المفتاح وانا سأنتظرك هنا مع صديقتك ..! كنت أنظر الى مريم نظره استعطاف ان لاتتركني ولا تعود لان ذلك سيقودني الى توقيع تعهد انني كاذبه وفِي نفس الوقت هاربه من ألحصه لم يمضي على انتظارنا الا عشرين دقيقه حتى عزمت المديره على توبيخي وإحضار والدتي غداً مشيت وانا على وشك البكاء ليجيء صوت مريم من بعيد .. توقفو لقد احضرت المفتاح ...! الى يومنا هذا لا أعلم كيف حصلت مريم على المفتاح لكنني كنت على ثقه انها لن تتركني وحيده ،وأطلقنا على ذلك المفتاح منذ ذلك اليوم مفتاح الصداقه. صداقاتنا وعلاقتٌنا هي من تعطي للحياه معنى لها قيمه ساميه عُليا تتطلب من الطرفان جهداً كافيا للمحافظة عليها. قد يحدث في كثير من الأحيان ان يتجنب الانسان الاتصال ببعض أصدقائه وقد تنقطع العلاقه او تضعف قوتها لكثرة الانشغال بالحياه اليوميه او لأسباب أخرى ،يكون الزواج يحتل المرتبه الأولى في القدسيه وتليها الصداقه. وامتلاك صديق حقيقي أشبه بإمتلاك روح أخرى .أمسكت ب هاتفي وارسلت لمريم رساله بعد انقطاع طويل كتبت فيها (هل مازال مفتاح صداقتنا ب حوزتك).!