البشري بصفة عامة معرض للخطأ أو القصور ولا يوجد كمال مطلق في جميع الجوانب. وهذا الأمر من سنن الحياة ولم يسلم منه انسان لذلك نرى علماء وفقهاء ومصلحين وحكاما وغيرهم قد وقعوا بالخطأ في بعض الجوانب التي اجتهدوا بها.. ولكن في المقابل حقق أمثال هؤلاء الأشخاص (رجالا ونساء) العديد من الانجازات والنجاحات الواسعة والمفيدة خلال حياتهم التي عاشوها. الأمر الصواب هو قبول الانتقاد الهادف حول الخطأ الذي قد يقع من أي شخص يعمل، ولكن ما يشاهد هو «كثرة الانتقاد سواء كان الأمر صوابا أو خطأ وسواء كان المنتقد يعلم أو لايعلم وسواء كان المنتقد له علاقة أو ليس له علاقة بالأمر وكذا... فنحن نرى في الصحف أو التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا يتصدرون الكتابة أو الحديث عن أمر من باب الانتقاد فقط، لا يوجد مشروع أو عمل أو قرار إلا وتصدوا لانتقاده ومدى صحته والتشكيك بالنوايا المقصودة منه بالاضافة إلى الجزم بعدم نجاحه وكذا. ولاشك أن أمثال هؤلاء يشكلون «معاول الهدم» في المجتمع لانهم يساهمون باحباط الهمم وتفتيت العزائم واثارة الشكوك لأي جهد أو قرار خيري أو تطويري أو سياسي يُتخذ من قبل رجال يعملون لصالح شعبهم ودولتهم سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو مسؤولين حكوميين. لذلك ترى هؤلاء الأشخاص (معاول الهدم) يسارعون بنشر أي خبر أو مقطع فيه تحريض أو اساءة لشخص أو كيان أو للدولة، وفي نفس الوقت يحجمون عن نشر أخبار النجاحات أو المعلومات الطيبة الكثيرة التي تتوفر لمن يريد الخير ونشر المعروف والأمور الايجابية. ظاهرة تتبع الأخطاء والبحث عن الهفوات والتشكيك بالنوايا انتشرت كثيرا، مع الأسف، في مجتمعنا السعودي. وهذا يخالف ما أمرنا به الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فكثرة الانتقاد تتسبب في بث الاشاعات المغرضة والكاذبة التي تصدر من أعداء الوطن من الشرق والغرب الذين يعملون ليلا ونهارا للنيل من كيان دولتنا المباركة والتأثير السلبي على وحدتنا الوطنية التي نسعى جميعا كشعب إلى تقويتها ودعمها بكافة الوسائل، لذا يتوجب علينا جميعا ألا نكون معاول هدم بل نصبح أدوات بناء صالح للوطن بطرح النقد البناء والمخلص. وعند وجود خطأ حقيقي يستحق النقد ويكون ذلك من قبل أشخاص لهم دراية ومعرفة بالأمر.. وإلى الأمام يا بلادي.