تُمارس الإدارات في بعض أنديتنا سلوكيات غير جيدة بسبب سلوكيات جماهيرية غير واعية بما هو أفضل واصلح لأنديتها. الأندية الجماهيرية تدفع أنديتها لاتخاذ قرارات مكلفة ومتعبة وقد تكون مبالغا فيها خصوصا اذا شعرت بدخول ناد منافس لها. في تعاقد نادي الهلال مع النجم المميز عموري وبرغم من إشادتنا بعموري وبتميزه كواحد من أفضل اللاعبين الا انني اجد ان الضغوط والتحديات الجماهيرية وضعت القرار في خانة العناد والتحدي بالفوز بلاعب مهم كلف النادي ماديا. وفق المبلغ المعلن اعتقد بان ما دفع في صفقة النجم الإماراتي عموري -تحت بند إعارة- مبلغ كبير جدا جدا في لعبة جماعية في ناد لديه تميز وقادر على تحقيق الإنجازات بدون عموري. طبعا، وكما أشرت الأندية، تسير دون حسابات مالية دقيقة، بحيث تعرف ما الذي ستكسبه ماديا من هذه الصفقة أو غيرها؟ وماذا سوف يتحقق منها خلال الموسم من بطولات؟ وأسئلة كثيرة. أيضا على المستوى الفني فان التعاقدات التي تحمل ضجة كبيرة تكون تحت الضغط، وتضع حتى الجهاز الفني تحت الضغط فيما لو لم يشرك اللاعب. لا شك في ان الإدارات تسعى لتحقيق ما يحقق لها التفوق بغض النظر عن الكيفية التي تستطيع بها تحقيق التفوق، فالتفوق لا يتوقف على كمية المصروفات بل أين ذهبت تلك المصروفات؟. التعاقدات الجيدة لا تتوقف على ارتفاع أسعارها، فهناك تعاقدات غير مبالغ فيها حققت تميزا وإبداعا وتفوقا؛ لانها تمت وفق معايير محددة ووفق احتياج الفريق. ليس هناك شك في نجومية عموري وليس هناك شك في استفادة الهلال منه، ولكن اعتقد بان ما تم دفعه مقابل إعارة لموسم مبالغ فيه. أعتقد بان واحدا من أهم أسباب عدم النجاح في بعض الأمور بالأندية فيما يخص مجال كرة القدم ان القرار يغلف بردود افعال جماهيرية تفتقد فيها الموضوعية في سبيل كسب تعاطف جماهير على حساب تحقيق الصالح. السؤال الغائب، هل الإصرار الهلالي على عموري بالذات يعني ان نواف العابد سيكون في مكان آخر عن طريق الاعارة؟.