تواصل مدن إيران، وعلى رأسها العاصمة طهران، التظاهرات ضد النظام الإيراني لليوم الخامس علي التوالي، وسط ترقب اعادة تطبيق الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية المقررة بعد غد الثلاثاء، فيما توعد الكونغرس والبيت الابيض، الأوروبيين في حال الالتفاف عليها. ضغط أمريكي ونقل موقع «فري بيكون» عن عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين أن واشنطن تكثف جهودها الدبلوماسية للضغط على الحلفاء بشأن وقف جميع تعاملاتهم الاقتصادية والتجارية مع نظام إيران، وضمان عدم التفافهم على العقوبات المعاد تطبيقها إثر انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين القوى الكبرى وطهران، ووصفه بالمعيب والموقعين عليه بالمجانين. وتشمل الحزمة الأولى الأنظمة المصرفية وتجارة الذهب والمعادن والفحم وبرامج الكمبيوتر المرتبطة بالصناعات، فيما تشمل الثانية المقررة 4 نوفمبر قطاع النفط. وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، قد عارضوا العقوبات الأمريكية الجديدة في الأشهر الأخيرة، وعقدوا سلسلة من الاجتماعات مع كبار مسؤولي نظام الملالي لمناقشة تكتيكات للتهرب منها والالتفاف عليها. انسحاب وعقوبات وقبيل يومين من تطبيق العقوبات، أعلنت شركة صناعة الشاحنات السويدية «سكانيا» أمس، أن الوضع الحالي يوضح نهاية مهلة تصفية تسليم الطلبيات الموضوعة وتحصيل المدفوعات قدر الإمكان. وتعد سكانيا المملوكة لفولكسفاجن، من أكبر الشركات حضورا في إيران حيث تبيع ما بين خمسة آلاف وستة آلاف شاحنة وحافلة سنويا وفقا للرئيس التنفيذي هنريك هنريكسون، ما يوجه ضربة جديدة لصناعة السيارات الإيرانية التي بخلاف قطاعي الطاقة والبنوك استطاعت توقيع عقود مع كبرى الشركات الأوروبية بعد رفع العقوبات في 2016 وجذب استثمارات أجنبية كبيرة. وانسحبت شركات كبرى عالمية من إيران، أهمها شركات النفط والطاقة، الفرنسية «توتال» و«لوك أويل» الروسية و«ريلاينس» الهندية و«دوفر كوربريشن» الأمريكية، إضافة ل«ميرسك» الدنماركية، بجانب «هانيويل» الأمريكية، و«بوينغ»، وأيضا شركة السيارات الفرنسية «بيجو» و«جنرال إلكتريك» متعددة الجنسيات، و«سيمنز». إسقاط النظام وتعمل إدارة ترامب وحلفاؤها في الكونغرس على «مواصلة خنق الاقتصاد الإيراني» بينما يواصل المتظاهرون المستاؤون من نظام طهران احتجاجاتهم ضد الفساد وتدهور الوضع المعيشي، وسط دعوات لإسقاط النظام لإنفاقه أموال الشعب على الميليشيات المسلحة في سوريا واليمن والعراق ولبنان، ودعمه المستمر للجماعات الإرهابية الدولية. وفي شأن الاحتجاجات المنتظمة للمدن الإيرانية، هاجم متظاهرون ليل الجمعة السبت حوزة في منطقة كرج القريبة من طهران، حسبما ذكرت وسائل اعلام محلية، في حين أظهرت تسجيلات فيديو وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أشخاصاً يسيرون في شوارع مدن عدة ويهتفون «الموت للديكتاتور» وشعارات أخرى. الانتفاضة مستمرة وفي السياق، أوضح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن الانتفاضة مستمرة والاشتباکات تتواصل في طهران وکرج واشتهارد مع هتافات «الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور»، لافتا إلى استيلاء المحتجين على مقر حوزة في اشتهارد. وقال المجلس: اتسعت التظاهرات والاحتجاجات الحاشدة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في طهران، وكرج، واشتهارد (محافظة ألبرز)، وأصفهان، ومشهد، وشيراز والأهواز، وأراك، وشاهين شهر، ونجف آباد، وقهدريجان، وكرمنشاه، وهمدان، وأنديمشك. وبحسب ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي السبت، أظهرت مقاطع فيديو احتجاجات متفرقة خرجت في مدن إيرانية لليوم الخامس، وبينت هجوم المتظاهرين على حوزة كرج القريبة من طهران. مخاوف الإيرانيين وفيما يتأهب الإيرانيون لعودة العقوبات الأمريكية، يواصل الشعب ثورته احتجاجا على ارتفاع التضخم لأسباب من بينها تراجع قيمة الريال بسبب مخاوف إعادة فرض العقوبات الخانقة بعد غد الثلاثاء. وقررت واشنطن بانسحابها إعادة فرض العقوبات على إيران قائلة: إن النظام يمثل تهديدا أمنيا، كما أوصت الدول الأخرى بضرورة وقف كل وارداتها من النفط الإيراني اعتبارا من 4 نوفمبر، وإلا ستصبح عرضة لإجراءات مالية أمريكية. وقالت الخارجية الأمريكية عبر حسابها باللغة الفارسية على «تويتر»: من حق شعب إيران تقرير مسار بلاده في نهاية المطاف، وأمريكا تساند صوت الشعب الإيراني الذي يتجاهله النظام منذ وقت طويل.