اتسعت رقعة المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الملالي في إيران، وتمددت بشكل كبير أمس، لتشمل مدنا فارسية رئيسية، مثل شيراز، وأصفهان، ومشهد وكرج، وامتدت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام إلى العاصمة طهران.وخرجت عدة مسيرات، هتف خلالها المتظاهرون ضد المرشد الأعلى للنظام، وأطلقوا شعارات «الموت للدكتاتور»، و«يجب على الملالي الرحيل»، وردد المتظاهرون «لا غزة لا لبنان.. روحي فداء لإيران»، كما هتفوا في حديقة «الطالب» في العاصمة بشعار «المدفعية، الدبابة، المفرقعات النارية، المعمم يجب أن يرحل»، فيما لجأت قوات القمع مجددا إلى اعتقال عدد من المحتجين، فضلا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق الغاضبين، وفق ما نقل موقع «فوكس نيوز» الإخباري الأمريكي. وبدأت تجمعات المحتجين الغاضبين في ساحة «ولي عصر» وسط العاصمة الإيرانيةطهران، بهتاف «الموت للدكتاتور» و«لم تعد تخيفنا الدبابة والمدفع»، بحسب المقاطع التي نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهاجمت قوات الأمن المتظاهرين في تقاطع ولي عصر، وهم يتجهون نحو ساحة الحسين، حيث أضرم شبان النار في حاويات النفايات، لعرقلة حركة عناصر الأمن والشرطة. وفي منطقة كوهردشت في كرج، جنوب غربي طهران قام محتجون بإضرام النار في سيارات تابعة للشرطة وهم يهتفون «يسقط الدكتاتور»، بينما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي أراك، جنوبطهران خرج مئات المواطنين وسط المدينة وهم يهتفون «الشعب يشحت والمرشد يتصرف كإله»، في إشارة إلى استحواذ خامنئي والطغمة الحاكمة على ثروات البلاد على حساب الفقر والتجويع للشعب. وفي نجف آباد بمحافظة أصفهان، طالب المتظاهرون في شعاراتهم النظام بترك سوريا والالتفات لأوضاع الإيرانيين. وفي الأحوازالعربية، خرج متظاهرون في شارع نادري، وهتفوا بشعار «عدونا النظام وليس أمريكا»، كما طالبوا بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، وحل مشاكل الشعب وإنهاء القمع والتمييز. وفي مدينة شيراز، مركز محافظة فارس، هتف المحتجون في شارع داريوش، بشعار «الموت لخامنئي» و«يسقط الملالي». وهاجم أمن النظام المتظاهرين، وحدثت عمليات كر وفر بين عدد من الشبان وعناصر الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وثارت المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني مجددا، في أنحاء مختلفة من البلاد، ضد موجة الغلاء والبطالة والتضخم وارتفاع الأسعار وتدهور الاقتصاد وانهيار العملة المحلية، والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين. وفي السياق، أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا قال فيه: إن التظاهرات التي بدأها المواطنون الغاضبون صباح الخميس في أصفهان وشيراز ومشهد وشاهين شهر ونجف آباد اتسع نطاقها لتنتشر في وقت لاحق في الأحواز، وأراك، وكرج وطهران والعديد من المدن الأخرى. وأضاف بيان المقاومة: إن «تظاهرات الشباب الأبطال في الأحواز رددت في تقاطع نادري شعار «العدو هنا، يقولون كذبا إنه أمريكا». وفي العاصمة طهران، تصدى المحتجون لأفراد الحرس الثوري المهاجمين. وتأتي انتفاضة المواطنين الإيرانيين في مختلف المدن، في وقت لجأ فيه نظام الملالي، بحسب المقاومة الإيرانية، إلى حيل مختلفة للحول دون اندلاع الاحتجاجات، أو توسع نطاقها، حيث لجأ عناصر المخابرات التابعون للملالي، وخوفا من اشتعال فتيل غضب المواطنين، إلى بعث رسائل قصيرة إلى الهواتف النقالة للمواطنين، محذرين إياهم من المشاركة في التظاهرات.