تزايدت الحوادث التي سببتها الغارات الجوية الروسية التي استهدفت المدنيين في سوريا بنسبة 34% وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وفي بحث أجرته مؤسسة «الحروب الجوية» الهيئة غير ربحية التي تتخذ المملكة المتحدة مقرًا لها، أشارت إلى أن العدد الضخم من الهجمات التي شنتها قوات النظام السوري المدعومة من روسيا على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، سلّط الضوء عليها في تقرير جديد خلص إلى أن الغارات الجوية الروسية قتلت 2.888 مدنيًا منذ بداية العام الحالي وحتى الآن. وقد وثقت المؤسسة ما مجموعه 3.445 إصابة بين المدنيين يمكن ربطها بشكل مباشر بالطائرات الروسية، لكنها لاحظت أن العدد الفعلي للوفيات قد يصل الى 18.000 شخص. وقالت صحيفة «إندبندنت» في تقرير لها: إن الارتفاع في عدد الضخايا هذا العام يتزامن مع الهجمات الضخمة التي شنّتها قوات بشار الأسد لاستعادة الغوطة الشرقية في دمشق ومحافظة درعا في الجنوب، وهما آخر معاقل المعارضة في البلاد. ولم تعترف الحكومة الروسية حتى الآن بالمسؤولية عن أي خسائر في صفوف المدنيين جراء عملياتها على الأراضي السورية. وشهدت عملية الغوطة في أبريل الماضي استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيماوية، التي أودت بحياة 85 شخصًا وأدت إلى ضربات انتقامية على قاعدة عسكرية للنظام من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال مدير مؤسسة «الحروب الجوية»، كريس وودز ل«اندبندنت»: إن هذه القفزة الضخمة في عدد الضحايا تعكس الحملات العدوانية التي شاركت فيها روسيا هذا العام، ومع كل محارب دولي في سوريا نرى نتائج سيئة للغاية بالنسبة للمدنيين. وأشار إلى أن التحالف الأمريكى لا يستهدف بشكل عام البنية التحتية المدنية بشكل متعمّد مثلما تفعل القوات الروسية، فقد تعرضت البنية التحتية لدمار شبه كامل في الغوطة الشرقية جراء حملة القوات السورية والروسية لاستعادتها. وتشير تقديرات «الحروب الجوية» إلى أن التحالف الدولي قد قتل ما يصل الى 26.112 مدنيًا منذ بدء قصف مواقع داعش في سوريا والعراق في 2014، وقد سلّم التحالف نفسه حتى الآن بوفاة 939 مدنيًا نتيحة 237 غارة جوية.