قُتِل أكثر من 400 مدني، الغالبية منهم أطفال، في أعنف غارات جوية شنّتها قوات بشار الأسد منذ عام 2015 على مناطق تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقيةلدمشق. وأرفقت صحيفة «الديلي ميل» تقريرها بالعديد من الصور المؤلمة لجثامين الأطفال ضحايا الغارات الجوية التي شنتها قوات الأسد، وقالت: «إن قوات النظام استخدمت الطائرات الحربية والهيلكوبتر القتالية والصواريخ فى الهجوم على المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، وقد دعت الأممالمتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار الإثنين الماضي، قائلة: إن الوضع خرج عن السيطرة بعد تصعيد الأسد الشديد للأعمال الحربية». وتتعرض الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق لقصف عنيف منذ أسابيع؛ أدى لمقتل وجرح مئات الأشخاص. وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو تحالف من الوكالات الدولية التي تمول مستشفيات في سوريا: «ان القنابل اصابت خمسة مستشفيات في المنطقة الإثنين الماضي». ويحذر نشطاء من المعارضة من ان قوات الاسد جلبت مزيد التعزيزات خلال الايام الاخيرة؛ ما يشير لوقوع هجوم كبير وشيك لاستعادة المنطقة من ايدي المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، والدفاع المدني «الخوذ البيضاء»: «إن مزيدًا من الغارات قد تعرّضت لها الغوطة الشرقية بعد قصف المعارضة لدمشق بالهاون انتقامًا من الغارات»، فيما قالت وكالة أنباء النظام: «إن المتمردين -حسب تعبيرها- أصابوا بعض أحياء دمشق بقذائف الهاون، فقتلوا شخصًا وجرحوا ستة آخرين، كما أفاد سكان دمشق بوصول القصف لوسط العاصمة». ونقلت وكالة «الاسوشيتدبرس»، عن سيدة طلبت عدم ذكر اسمها للحفاظ على سلامتها، القول: «القذائف تتساقط كالمطر ونحن نختبئ في الممر بمبنى للمكاتب». وقد اظهرت لقطات فيديو من الضواحي الشرقية المسعفين وهم يسحبون الجرحى من بين الأنقاض؛ بينما يبحث آخرون عن ناجين. واكد منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأمم المتحدة في سوريا، بانوس مومتزيس، في بيان أصدره، ان الوضع الانساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة، ومن الضروري إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها الآن، ويجب ان يتوقف استهداف المدنيين الأبرياء والبنية التحتية الآن. ويُعدُّ تصعيد العنف في الغوطة الشرقية، جزءًا من تصاعد الحرب على عدة جبهات في الأشهر الاخيرة من جانب بشار الاسد في محاولة منه لإنهاء الثورة بعد 7 سنوات من الحرب. وتدفع روسيا وهي اكبر حلفاء الاسد في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف بمسار دبلوماسي ادى لخلق مناطق منخفضة التصعيد. والغوطة الشرقية هي واحدة من مناطق خفض التصعيد، حيث من المفترض احتواء العنف، لكن الاتفاق لا يتضمن العناصر التابعة للقاعدة سابقًا والتي لها وجود صغير هناك. وتقول جماعات المعارضة في الغوطة الشرقية «إن قوات بشار الاسد وروسيا تتخذ الجماعات الإرهابية كذريعة لمواصلة القصف»، ولم تعلق حكومة النظام ولا روسيا على تصعيد قصفهما للغوطة الشرقية، ولكنهما غالبًا ما يقولان: إنهما لا يستهدفان المدنيين. يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي من المقرر أن يناقش مقترحًا تقدمت به الكويت والسويد لوقف أعمال القتال لمدة شهر في سوريا.