يتجلى التآمر الإيراني بالتشارك مع نظام الحمدين في المسرح الإقليمي والمنطقة، حيث إرهاب الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري في الدول العربية مثل سرايا الأشتر في البحرين والحوثي باليمن وحزب الله اللبناني وغيرهم سواء في سوريا أو العراق. وسبق أن كشفت مكالمات مسجلة بين مسؤولين قطريين وإرهابيين في البحرينوالعراق، يعملون بتنسيق كامل مع نظامي الملالي وقطر ضد أمن بلادهما. وفي امتداد رقعة الأرض التي تنسج فيها هذه المؤامرات، توافقت دسائس النظامين ضد دول الخليج، التي لم تسلم مما يحاك ضدها وبقية الدول العربية، من أجل تكسير وحدتها وتفتيتها. سالم اليامي موقف مبطن يرى المحلل السياسي سالم اليامي أن النظام في الدوحة وبعد حادثة الانقلاب الشهيرة في بيت الحكم الداخلي، وما تلاه من تعقيدات وتطورات إقليمية خليجية، اتخذ موقفا مبطنا من دول الجوار، وبعض الدول العربية، منها السياسي المباشر المعلن، ومنها الإعلامي، صبت جميعها في إيواء واحتضان المعارضين، وتغذيتهم ورعايتهم إعلاميا وسياسيا، وهذه العقدة عرفت لدى بعض المwحللين بعقدة الانقلاب والانقلاب المضاد. وفي هذا السياق، سعى نظام الدوحة لدعم جماعات وتنظيمات، وأفراد خارجة عن القانون الدولي، ولها أعمال ومواقف منافية للأمن والسلم الدوليين، واستمرهذا العمل زهاء عقدين، وكان مثار أخذ ورد بين النظام القطري والمنظومة العربية، بهدف الأمل ان تكف الدوحة عن هذه المراوحات، وتعود للصف العربي، إلا أنها تعاملت مع هذه النوايا باستخفاف، واستمرت في هذا النهج حتى تفجرت الأزمة القطرية بينها وبين الرياض وأبو ظبي والقاهرة والمنامة والتي لاتزال مستمرة إلى اليوم كما يعرف الجميع. بداية العلاقات وبالنسبة للعلاقات بين النظام القطري المتآمر وإيران، فيعود هذا التواصل إلي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث تسجل المصادر التاريخية حدوثه بشكل مباشر، بعد قيام الثورة الخمينية، وكان من العوامل المهمة لهذه العلاقة هو وجود حقل ضخم مشترك للغاز، جعل من الدوحة قبل الأزمة توازن بين المصلحة الخاصة لها، وبين مصالح أشقائها الخليجيين والعرب، في مواجهة التخريب والتوغل الإيراني، حيث كان ذلك بعد العام 1995، وحدوث انقلاب الدوحة، ووصول الشيخ حمد للسلطة على إثر نفي والده، وتوتر العلاقات الخليجية القطرية من جهة، والعلاقات الخليجية الإيرانية من جهة اخرى. خروج واضح ويمضي المحلل السياسي سالم اليامي إلى القول: حاولت الدوحة دائما وصف إيران بدولة مهمة في الإقليم، وكانت تصر دائما على الحوار والتفاهم معها، على الرغم من تصلب الثورة الإيرانية في قضايا مثل احتلال الجزر العربية، والسعي المعلن للسيطرة والهيمنة على المنطقة العربية، ونشر مفاهيم الطائفية، وتفتيت قيم الدولة والمؤسسات فيها. وأصبحت عملية تعيين السفراء وتسميتهم للعمل في ايران إحدى مؤشرات التوتر في العلاقات القطريةالإيرانية، وكان آخر هذه المظاهر هو عودة السفير القطري إلى طهران، في خروج واضح على الاجماع الخليجي، وبعد ذلك زادت الدوحة من الاعتماد على الجانب الإيراني، ومحاولة تعويم السياسة الإيرانية التي انفض من حولها الجميع، وتواجه أيضا عقوبات دولية ومقاطعة إقليمية عربية واسلامية. فهد الشليمي تقية سياسية من جانبه، يؤكد المحلل العسكري والأمني د. فهد الشليمي، أن السياسة القطرية انكشفت، حيث تقول شيئا وتفعل شيئا آخر يخلو من الحقيقة، وبتجرد عن اخلاقيات العمل السياسي. وينوه د. فهد الشليمي بأن إيران تشكل خطرا على دول الخليج بمفاعلاتها النووية، ولم نشاهد قطر تحدثت عن هذا الأمر، او حتى انتقدت السياسات الإيرانية في المنطقة. ويشير د. الشليمي إلى أن ما يخيف في علاقة نظامي قطروإيران، هو الجزء المستور في السياسة القطرية، ولكن التاريخ كشف لنا، كما علمتنا التجارب، أن السياسة القطرية لها جزء خفي سيئ مشحون بالتآمر ضد دول الخليج، منها المكالمات والتآمر مع القذافي، والتنسيق مع المعارضة البحرينية الإرهابية المدعومة من إيران. ويذكر المحلل العسكري والأمني، أنه وفي كل التجاوزات الإيرانية، لم نشاهد الاعلام القطري بما فيه «الجزيرة» يفرد حلقات لهذه الأحداث، بينما نجد في المقابل يفعلون العكس، وذلك في تناقض واضح للسياسة القطرية، وعلى سبيل المثال، ينادون بتحرير فلسطين، بينما في الواقع يتعاملون مع إسرائيل، ففي المجمل يتبين لنا أن السياسة القطرية ليست مضمونة، ولا تحترم تعهداتها، ولا تبني الثقة مع الاشقاء. سعد بن عمر أمن الخليج إلى ذلك، يقول مدير مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر: إن دول مجلس التعاون الخليجي، تعلم أن هناك شراكة اقتصادية في حقل الغاز الموجود بالخليج العربي، لكن هذا الاشتراك بالمصالح، لا يمنع قطر من الوقوف مع اشقائها في سبيل أمن دول مجلس التعاون، لا نقول أن تقطع علاقاتها الاقتصادية كاملة، لكن ما يقوله مجلس التعاون هو أن قطر تعمل ضد أمنه الخليجي لصالح ايران، وهذا هو الخطر الأكبر الذي نعترض عليه جميعا، فقطرعرف عنها، وثبت أنها تمول وتسلح منظمات تابعة لإيران سواء في العراق أو في سوريا أو في لبنان، وهذا هو اعتراض مجلس التعاون الخليجي، ونقول: إذا قطر لديها مصالح اقتصادية، فمجلس التعاون الخليجي خطوطه حمراء. ويبين مدير مركز القرن العربي أن ما يعترض عليه مجلس التعاون، هو أن تتعدى العلاقة القطريةالإيرانية المصالح الاقتصادية إلى المساس بأمن وكيانات مجلس التعاون، وخاصة المملكة العربية السعودية، لذلك فإن أي مبرر لقطر في علاقتها مع إيران ضد المجلس تعتبر ممنوعة، لأنها تهدم التعاون الخليجي. ثلاثي الشر ويختم مدير مركز القرن العربي للدراسات حديثه بالتأكيد على أن هناك علاقات وثيقة وتنسيقا دقيقا بين الثلاثي الخطر المكون من قطروإيران وجماعة «الإخوان»، لهدم كيانات مجلس التعاون الخليجي، ومعروف أن إيران لها علاقات وطيدة مع تنظيم الإخوان المسلمين، وهؤلاء علاقاتهم أكثر تنسيقا وارتباطا مع قطر، لذلك لا تخرج هذه العلاقة القطريةالإيرانية عن علاقة الاخوان مع ايران أوعلاقة هذه الجماعة بقطر، مؤكدا أن كل هذه الكيانات الثلاثة، تدور في فلك واحد وهو هدم مجلس التعاون الخليجي والإضرار بأمن الدول العربية.