وهذا هو عنوان كتاب أستاذنا الدكتور عبدالله الغذامي ما قبل الأخير الصادر في طبعته الأولى عبر النشر المشترك ما بين نادي مكة الأدبي ودار الانتشار العربي سنة 2012م. يحمل الكتاب عنوانا فرعيا هو «في لغة النساء وحكاياتهن». في حقيقة الأمر انني خرجت من الكتاب بانطباعات وآراء مختلطة، ربما رجحت فيها كفة السلب على الإيجاب، وسأسعى في السطور التالية لتوضيح ما أعنيه. أجمل ما في الكتاب الذي يعتبره الغذامي أحب كتبه إلى نفسه هو أنه يحمل رائحة الوفاء لأمه «الجهنية» التي كتب عنها مقالة مؤثرة تتصدر مقالات الكتاب خطها بمداد القلب، وإن كان قد رسم لأمه صورة توشك فيها أن تكون في مكان عالية . ولكن من منا من لم يحط أمه بهالة من التقديس المستحب؟ الغالبية العظمى من كتب الغذامي تأتي على صورة مؤلفات متكاملة متجانسة، تنتظمها وحدة بنائية واضحة المعالم ناتجة عن تخطيط مسبق وتنفيذ محكم، وحتى بعض كتبه التي نشرها مسلسلة في مقالات متتابعة ومتفرقة لا توحي للقارئ عادة بأي مواضع خلل أو انفصال أو تنافر، غير أن كتابه هذا شذ عن القاعدة، فكان عبارة عن مجموعة من المقالات التي سبق نشرها بصورة أسبوعية وتم الإبقاء عليها كما هي كما يشير المؤلف في هامش مقدمة الكتاب. وفي حقيقة الأمر ان القارئ ليس بحاجة لمثل هذا التوضيح، إذ أنه سيكتشف طبيعة الكتاب من تتابع قراءته لمقالاته حيث تكثر إشارات المؤلف بعزمه على التطرق إلى هذه المسألة أو تلك في «المقالة القادمة» أو «المقالات القادمة». وهنا يتبين لنا إفراط الغذامي في إبقاء كتابه أو لنقل مقالاته «كما هي» دون إجراء مراجعة أو تحرير مبدئي لها؛ حتى أنه يعد في إحدى المقالات (ص 174) بالعودة إلى «كتاب نورا فنسنت» دون أن يفي بوعده في المقالات اللاحقة. غير أن أجمل ما في الكتاب الذي يعتبره الغذامي أحب كتبه إلى نفسه هو أنه يحمل رائحة الوفاء لأمه «الجهنية» التي كتب عنها مقالة مؤثرة تتصدر مقالات الكتاب خطها بمداد القلب، وإن كان قد رسم لأمه صورة في مكانة عالية. ولكن من منا من لم يحط أمه بهالة من التقديس المستحب؟ وغير بعيد عن هذه المقالة تأتي مقالة أخرى جميلة تفيض حنانا وحنينا إلى «الخنينية»، تلك المرأة التي كانت بمثابة الأم البديلة لعبد الله الغذامي الطفل حين تغيب أمه عنه، كما حدث في إحدى رحلاتها للحج والتي استمرت شهرا كاملا. ولا أظن المؤلف يبالغ حين يقول إن لكل منا «في ذاكرته سجل كثيف من الذكريات عن نساء تشكلت ذاكرته على أنفاسهن».