ناشدت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين جميع الأطراف في سوريا أمس الجمعة، توفير ممر آمن لنحو 140 ألف مدني محاصرين بسبب القتال في جنوب غرب البلاد، حتى يتسنى لهم الحصول على المساعدات والمأوى. وقالت المفوضية: إنها على استعداد لأن تناقش مع نظام الأسد وروسيا، خطتهما لإقامة مراكز للاجئين السوريين العائدين، لكنها شددت على ضرورة أن تكون هذه العودة آمنة وطوعية بما يتماشى مع المعايير الدولية. وأفاد المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش خلال إفادة صحفية في جنيف: بأن قرابة 13 ألف لاجئ سوري في دول مجاورة عادوا لديارهم في النصف الأول من 2018 بالإضافة إلى 750 ألف نازح داخليا. من جهة أخرى، تجمعت حافلات، الجمعة، بمحافظة القنيطرة في جنوبيسوريا، تمهيدا لبدء عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين إلى شمال البلاد بموجب اتفاق أبرمته روسيا مع الفصائل المسلحة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وينص الاتفاق الذي أعلن عنه، الخميس، على استسلام الفصائل مقابل وقف المعارك وعودة جيش النظام إلى النقاط، التي كان فيها قبل 2011 وهو عام اندلاع النزاع السوري في هذه المنطقة المتاخمة لإسرائيل. ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله: إن «الحافلات وصلت الخميس إلى منطقة تحت سيطرة قوات النظام في محافظة القنيطرة، على أن تبدأ اليوم الجمعة (أمس) الدخول إلى مناطق سيطرة الفصائل تمهيدا لبدء عملية الإجلاء». وتسيطر فصائل مسلحة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة، وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من إسرائيل. وتتواجد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) في هذه المنطقة، حيث سيتم وفق المرصد إخراج مقاتليها كونهم في عداد الرافضين لاتفاق التسوية مع النظام. وأوضح عبدالرحمن: أن الاتفاق ينص على غرار اتفاقات مماثلة أبرمت في مناطق اخرى، آخرها محافظة درعا المجاورة، على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، على أن تدخل شرطة مدنية سورية إلى مناطق تواجد الفصائل في المحافظة والمنطقة العازلة. وكانت قوات النظام قد بدأت الأحد هجوما على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة، بعدما استعادت أكثر من 90% من محافظة درعا المحاذية. على صعيد آخر، نقلت وكالة إنترفاكس عن أناتولي أنتونوف سفير روسيا في واشنطن قوله أمس: إن نتائج التعاون الروسي الأمريكي واضحة في سوريا. وأضاف السفير أيضا إن موسكو مستعدة لبحث اقتراح بعقد اجتماع جديد بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.