استمرت الاحتجاجات في محافظاتجنوبالعراق والتي انطلقت شرارتها الأولى من البصرة، المطالبة بإنهاء النفوذ الإيراني من خلال الميليشيات والأحزاب التابعة له، إضافة إلى قصور في الخدمات وانقطاع الكهرباء والماء بشكل يومي؛ الأمر الذي دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تشكيل «خلية الأزمة الخدمية والأمنية» لمواجهة التحديات القائمة والسعي إلى الإسراع بالإجراءات الكفيلة التي من شأنها تحقيق بعض المطالب الاحتجاجية. وعقدت خلية الأزمة اجتماعها الأول برئاسة العبادي وحضور الوزراء والمسؤولين، واتخذت عددًا من القرارات الخاصة بتوفير الخدمات وفرص العمل، ومن ضمن القرارات المتخذة تشكيل خلية أزمة في كل وزارة ومحافظة للتعامل مع مطالب المواطنين العراقيين ومتابعتها ووضع الحلول السريعة لها. وعكس مجموع الإجراءات والقرارات التي اتخذها اجتماع الخلية، حجم الضغوط التي فرضها واقع الاحتجاجات على العبادي. وكشف بيان صدر عقب الاجتماع عن 6 خطوات عاجلة لتطويق الأزمة، منها «إعداد كشوفات سريعة ودقيقة للوقوف على احتياجات المواطنين ترفع إلى خلية الأزمة الأمنية والخدمية، والاعتماد على سياقات فورية لتلبية الاحتياجات؛ كل حسب اختصاصه ومسؤولياته». تنسيق الجهود وأكد حيدر العبادي على أهمية تنسيق الجهود، وان يكون العمل حقيقيا ليكون الأداء بشكل صحيح، مشيرا إلى أن ضعف المتابعة لم ينجز الكثير من المشاريع التي وصلت لمراحل متقدمة والتي من الممكن أن تكون إضافة كبيرة تخدم المواطنين خصوصا في الماء والكهرباء والصحة والمدارس. استجابة الحكومة وأوضح عضو «مفوضية حقوق الإنسان» المستقلة فاضل الغراوي أن تشكيل خلية لإدارة الأزمة يمثل استجابة مناسبة لأزمة الاحتجاجات الحالية. مبينا أن المفوضية ستعقد بعد غد مؤتمرا صحافيا وتعلن فيه كل ما يتعلق بالخسائر البشرية والمادية الناجمة عن احتكاك المتظاهرين بالقوى الأمنية. احترام المواطنين وحض الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الحكومة العراقية على الاحترام الكامل لمطالب المواطنين ومعالجتها. وطالب كوبيش في بيان صادر أمس «الأطراف السياسية الفاعلة بضمان أن تعطي الإدارة المقبلة الأولوية للحُكم الرشيد والإصلاحات ومكافحة الفساد بما من شأنه تمكين التنمية والتقدّم الاقتصادي وخلق فرص العمل وتقديم الخدمات العامة الحيوية». وذكر البيان أن الممثل الأممي «أعرب عن بالغ قلقه إزاء استخدام العنف وكذلك أعمال التخريب التي رافقت بعض الاحتجاجات العامة التي كانت عدا ذلك سلمية إلى حدٍّ كبير»، وكذلك عبر عن «أسفه لوقوع خسائر في الأرواح وكثير من الإصابات سواء في صفوف المتظاهرين أو قوات الأمن». علاقات أفضل وأعلن نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي امس الخميس دعمه لاختيار رئيس وزراء عراقي جديد منفتح على المجتمع الدولي ويخدم مصالح العراقيين ويبعدهم عن الأزمات. وقال النجيفي، خلال استقباله جوي هود نائب السفير الأمريكي في العراق: «نحن ندعم رئيس وزراء منفتح على المجتمع الدولي ويحقق أفضل العلاقات مع دول الجوار بما يخدم مصالح العراقيين ويبعدهم عن الأزمات». وأضاف أن هذه «التظاهرات ينبغي ألا تعيق المفاوضات البينية بين الكتل السياسية للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة والاتفاق على برنامج حكومي يستجيب للتحديات ويحقق تطلعات الشعب». وبحث الاجتماع مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك ومنها موضوع التظاهرات في مدن الوسط والجنوب وقضايا العد والفرز الجارية في أعقاب الانتخابات التشريعية والحوارات بين الكتل السياسية بهدف الاستعداد لتشكيل الحكومة الجديدة كما تناول موضوع الدعم الدولي للعراق والدور في حل الازمات بالعراق. تلبية المطالب ودعا الزعيم الشعبي مقتدى الصدر أمس الخميس الأممالمتحدة إلى تكثيف جهودها من أجل دعم العراق واستقراره. جاء ذلك عقب اجتماع الصدر مع يان كوبيش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق لمناقشة تداعيات المظاهرات الشعبية وتشكيل الحكومة المقبلة. وشدد الصدر خلال الاجتماع على ضرورة تلبية مطالب المواطنين المشروعة في توفير الخدمات، مؤكدا أهمية الاسراع بتشكيل الحكومة لتقوم بتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم. تفجير كركوك من جهة أخرى، قال شهود إن 11 شخصا أصيبوا في انفجار عدة قنابل مزروعة على الطرق وقذائف مورتر في مدينة كركوك النفطية بشمال العراق أمس الأول.