لعل من أشهر قوانين الطبيعة هو قانون نيوتن الأول، وهو أحد ثلاثة قوانين تخص الحركة كما هو معلوم، ويفيد هذا القانون أن الجسم يبقى ساكنا أو في حركة ثابتة في خط مستقيم ما لم تؤثر عليه قوة تغير من هذه الحالة، هذا القانون وغيره من قوانين الفيزياء بما فيها قانون الجاذبية، تم تحديها الواحد تلو الآخر بكل براعة، وساهم هذا التحدي في رفعة البشرية وتحسين ظروف معيشتهم في كثير من الأحيان، ومن خلال هذا التحدي لقوانين الطبيعة يبرهن الإنسان على قدراته الجسدية والذهنية ليجعل ظروف معيشته أفضل وأسهل، لكن هذا التحدي لم يكن يتأتى دون بذل الجهد والوقت، ولم يكن يتأتى دون إخفاقات أيضا، ولكن عدم الاستسلام والمحاولات المدروسة المتتالية أفضت في الأخير الى النجاحات المتتالية، ويستمر العمل نحو آفاق جديدة. قانون نيوتن الأول المذكور آنفا موجود على موقع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ويوجد العديد من الشروحات لهذا القانون وغيره على موقع الوكالة بأسلوب مبسط، كما يحتوي الموقع أيضا على نبذة تاريخية عن الوكالة تلخص جانبا من قصة تطوير الطيران واختراق المجال الجوي إلى الفضاء الرحب، مع عرض محترف للمعدات والتقنيات التي تم تطويرها من أجل بلوغ المراد، هذا التاريخ المجيد بحق يقف وراءه عقول جبارة تم اختيارهم بعناية لينضموا الى فريق العمل في ناسا مستفيدين من علمهم وقدراتهم، والنتيجة رحلات فضاء ومحطات أبحاث وتجارب في الفضاء، وأقمار صناعية وزيارات الى كواكب مجاورة، وهذا بعض من نتائج جهد العاملين في ناسا وما يعادلها في دول أخرى، ولكن تحدي قوانين الطبيعة ليس حكرا على ناسا ومثيلاتها كما يبدو، فهناك أقوام يرون أن تحدي قوانين نيوتن يمكن أن يقدر عليه بعض البشر دون أن يتطلب منه الأمر أن يحذو حذو ناسا، فيمكنه أن يطير متى شاء هكذا بقدرة قادر، ولكن هناك ميزة تميز هؤلاء البشر الطائرين أنهم يطيرون سرا ويهبطون سرا على نقيض ما تفعله ناسا وهو النقل الحي المباشر لكل رحلات الفضاء والتوثيق بالصوت والصورة. ومن القوانين المعروفة في مجال الاقتصاد هو قانون العرض والطلب والذي يفيد بشكل عام أن سعر السلعة يزداد بازدياد الطلب عليها وانخفاض كميتها، ينخفض سعرها في حال قل الطلب عليها وازدادت كميتها، هذا القانون الذي ينسب لعلماء اقتصاد مثل آدم سميث وآخرين يعتبر من مبادئ علم الاقتصاد وله تفاصيل كثيرة ودقيقة يلم بها أصحاب الاختصاص، وهو بالمجمل، رغم وجود المنتقدين له، لا يزال يؤخذ به ويعتمد عليه لتحليل أداء بعض الأسواق، إلا أن هذا القانون يقف عاجزا أمام بعض الأسواق التي من سماتها تحدي القوانين، مثل لو أن سوقا عقاريا ترتفع فيه الأسعار كلما زاد المعروض، وتثبت الأسعار كلما قل الطلب بدلا من أن تنخفض الأسعار، بلا شك أنه سيكون سوقا ربما آدم سميث بنفسه سيجده محيرا. إلا أن هناك بعض الامور التي لا تحتاج الى عقليات جبارة مثل نيوتن او آدم سميث لكي ينسبوا لها القوانين، لأنها واضحة جلية، مثل المعرفة التامة بأن الماء شحيح في منطقة صحراوية، فبالتالي يمكن سن قانون مفاده أنه كلما شح الماء استوجب التقليل من هدره، والماء مثله مثل أي سلعة ناضبة تستخرج من الأرض، يجب استغلالها بالشكل الأمثل، واذا فهمت قوانين الطبيعة يمكن بعد ذلك التعامل معها وتحديها لصالح الإنسان ولكن بالعلم والعمل الدؤوب تماما مثلما أراد الانسان أن يخترق السماء ليبلغ الفضاء وتماما مثلما أراد أن يخرق الأرض ويستخرج منها ما يفيد.