أثارت تصريحات السفير القطري، محمد العمادي الشعب الفلسطيني، واهالي قطاع غزة بعد حديثه لوكالة أنباء صينية الذي كشف حجم تآمر نظام الدوحة على قضية العرب المركزية، ودوره المشبوه في «صفقة القرن» الحقيقية التي اتضح أنها قطرية بامتياز، وأن نظام الحمدين الذي يدعي حرصه على القضية الفلسطينية ويطلق دعاية مكثفة بهذا الخصوص، يمارس دوراً تخريبياً واضحاً لتشتيت الصف الفلسطيني وتهيأة المشهد لتمرير صفقة بين حماس وإسرائيل. وبدا موقف الرئاسة الفلسطينية واضحاً للعيان في الرفض القاطع لكل بنود صفقة القرن القطرية، التي تتبناها الدوحة، وما يترتب عليها، إذ أكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، أن أي خطة مصيرها الفشل ما دامت لا تحظى بالقبول الفلسطيني. صفقة القرن ويضج الإعلام القطري والإعلام الممول قطرياً، بأسلوب مريب حول ما يكون يقول أنها صفقة القرن، واتضح أن قطر لديها صفقتها الخاصة في غزة. والدوحة هي الممول الرئيسي لحماس وتستطيع فرض المشروعات الإسرائيلية في غزة. عراب المحتل وقال السفير القطري في تصريحه المستفز: إنّه جلس مع «حماس» والطرف الإسرائيلي، وكلاهما ليسا معنياً بشن حرب. إلا أنّه اتفق مع «حماس» والإسرائيليين على أنّه في حال نشوب حرب، لا تستهدف إسرائيل المشاريع القطرية، وألّا تكون هذه المشاريع هدفاً للطائرات، متجاهلاً حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون داخل القطاع، ليتحدث عن مشاريع وحجارة ومبانٍ. وأثارت تصريحات العمادي استياء قيادات الشعب الفلسطيني بعد إعلان وجوده في غزة، عراباً ومندوباً عن أمريكا وإسرائيل، في وساطته مع «حماس». وأن الدوحة تمارس دوراً أكثر مجرد تقديم المساعدة لحماس. تمويل الانقسام ومعلوم أن النظام القطري هو من مول انقسام غزة لصالح إسرائيل، وعلى الرغم من محاولة هذا النظام الظهور بمظهر المستقل في قراراته، إلا أنه في حقيقة الأمر لا يتصرف إلا بموافقة حلفائه. والتحركات القطري الأخيرة، تفسر اللغز الذي يجعل الدوحة تؤسس علاقات دبلوماسية مع إسرئيل دون أن تثير غضب حماس، وتنخرط في علاقات حلف مع حماس دون أن تحتج إسرائيل، مما يعني أن الدوحة ترتب أوضاع غزة طبقاً للطلبات الإسرائيلية. وأغضبت تصريحات المسؤول القطري محمد العمادي التي تحدث فيها عن دور بلاده في صفقة بين «حماس» و«إسرائيل»، تشمل إجراء مباحثات غير مباشرة للتوصل ل«صفقة» حول أوضاع غزة، حركة فتح والقيادات الفلسطينية التي اتهمت نظام الدوحة بتحقيق مآرب سياسية في القضية الفلسطينية من البوابة الإنسانية والاقتصادية، لكسب الود الأمريكي في ظل العزلة والقطيعة التي تعيشها الدوحة على المستوى السياسي والدولي. رفض فلسطيني وجاء موقف الرئاسة الفلسطينية واضحاً للعيان في الرفض القاطع لكل بنود صفقة الدوحة تل أبيب، وما يترتب عليها، إذ أكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، أن أي خطة مصيرها الفشل، ما دامت لا تحظى بالقبول الفلسطيني، ولا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، مضيفاً: «صنع السلام لا يحتاج صفقات أو طرح أفكار، بل إرادة حقيقية مؤمنة بالسلام، كطريق لإنهاء الصراع، ويتمثل بقيام دولة فلسطينية مستقلة، والقدسالشرقية عاصمتها، القدس هي البداية والنهاية لأي مشروع سلام». تحذير فتح من جانبها، حذّرت حركة فتح، من استغلال الوضع الإنساني في قطاع غزة لتمرير صفقة القرن. وقال الناطق باسم فتح في غزة عاطف أبوسيف: إن قضية الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده هي قضية تحرر وعودة واستقلال، مضيفاً: إنّ الانتقاص من هذه القضية عبر تحويلها إلى قضية إنسانية هنا أو هناك، ليس إلا انجراراً وراء رؤية دولة الاحتلال للصراع وقبولا بمنطق سلطاتها من أن الحل الاقتصادي المرفوض وطنياً هو أساس الحل مع الفلسطينيين. تآمر قطر وأعرب الناطق باسم فتح في غزة عن القلق من تقارير تتحدث عن مباحثات بين حماس من جهة، وإسرائيل والإدارة الأمريكية من جهة أخرى، حول الأوضاع الإنسانية في القطاع. واعتبر أبوسيف أنّ مثل هذه المحادثات تمثّل خروجاً عن الصف الوطني الفلسطيني، محذّراً من أن أي حوارات ومفاوضات حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، ليست إلا تخاذلاً يسهم في تمرير المخطط الأمريكي. وكان جاريد كوشنر أكد في حوار نشرته صحيفة القدس الفلسطينية، أن هناك إجماعا بين الزعماء والقادة العرب وفي المقدمة منهم السعودية ومصر والأردن على أمر واحد، هو التمسك بدولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، في إشارة إلى رفض الطرح الأمريكي الذي يحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية في استرجاع أرضه المحتلة، فيما ظهر جليا أن نظام الدوحة التي زارها كوشنر ضمن جولته للمنطقة لإحياء هذه الصفقة عبر مفاوضات جديدة، يتبنى موقفا مختلفا وتآمريا، يؤكد في مجمله أن صفقة القرن قطرية.