اعترفت قطر بأن مساعداتها للفلسطينيين خدمة لإسرائيل في الدرجة الأولى، وأن مساعداتها للفقراء الفلسطينيين بضغط أو بتشجيع أمريكي، كما اعترفت بأن الاتصالات بينها وإسرائيل مستمرة على الرغم من مسرحيات الإعلام القطري واللغة المتشنجة ضد إسرائيل ومناصرة الفلسطينيين. ونقلت وكالة «رويترز» أمس الأول، عن السفير القطري، محمد العمادي، قوله «إن قطر تساعد إسرائيل على تجنب حرب أخرى في غزة بتحويل أموال إغاثة للفلسطينيين»، مشددا على «أن هذا ما نحول دون وقوعه.. الحرب... الحرب المقبلة.. لا نريد حربا مقبلة»، وأضاف «العمل الذي نقوم به هو الحفاظ على السلام للبلدين». والتقت «رويتزر» العمادي في القدسالمحتلة، في زيارته الأخيرة بعد اجتماعه مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ومسؤولين في الأمن هناك، وهذا ما اغضب سكان غزة الذين هاجموه لدى زيارته للقطاع قبل أيام، واضطرت قوات الأمن للتدخل لحمايته وإخراجه بسلام. زيارة إسرائيل واعترف سفير قطر بأنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014، زاعما أنها بموافقة واشنطن، ولفت إلى سريتها في السابق، لكنها لم تعد كذلك. حسب تصريحه ل«رويترز». ومنذ خضوعها لمقاطعة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب العام الماضي، جعلت قطر المساعدات التي تقدمها لقطاع غزة والتنسيق مع إسرائيل لتوزيع الأموال محور اتصالاتها الدبلوماسية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعبرت إسرائيل عن قلقها من زيادة الفقر في غزة، ما يهدد بتفجر الأوضاع في القطاع. وحاول السفير القطري التبرؤ من مساعدة حماس، وأن مساعيه لخدمة إسرائيل، وتساءل «إذا كنا نساعد حماس فهل تعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون لنا بالدخول والخروج؟ هذا مستحيل، هم يعلمون أننا لا نساعدهم»، فيما يبدو أن نغمة التبرؤ من حماس تجيء إرضاء للرئيس ترامب ومحاولة استمالة إدارته. وتتبنى قطر أحزاب جماعة «الإخوان المسلمين» في كل الدول العربية، وبينها حماس، وانفقت أموالا طائلة على تعزيزها وتمكينها، وانقطعت العلاقات بين مصر وقطر؛ بسبب إصرار الأخيرة على عودة الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي، ومساندة الإخوان المصريين بتأسيس قنوات فضائية يشنون منها هجوما متواصلا على الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش المصري، ثم تحولت تلك القنوات لمهاجمة المملكة والإمارات والبحرين بعد الاجراءات السيادية التي اتخذتها تجاه الدوحة. ادعاءات واهية وقال العمادي: «إن قطر استجابت لطلبات إسرائيلية وأمريكية، وتوقفت عن استضافة صالح العاروري نائب زعيم حماس»، وزعم «بأن كل قرش تحصل عليه غزة من الأموال القطرية تجري مراقبته لضمان إنفاقه على الاحتياجات الإنسانية». واعترف العمادي أيضا بأن المساعدات القطرية للفلسطينيين تخضع لمراقبة وموافقة أمريكية، قائلا «نبلغ واشنطن بالمعلومات الصحيحة بشأن ما نقوم به... وهؤلاء الناس (الأمريكيون) معنا»، وأضاف «إن صورة قطر تحسنت (لدى واشنطن)؛ لأنه، عندما نخبرهم بما يجري على الأرض وما نقوم به هناك، فهذا عمل جيد». وقالت رويتزر«إنها اتصلت بمسئولين إسرائيليين لطلب التعليق على زيارة العمادي، لكنهم رفضوا التعقيب». يذكر أن السفير العمادي، كان قد طرد من القطاع الإثنين الماضي، وسط رفض الغزاويون لمنحة الدوحة التي وصفوها بالكاذبة، وانزالهم علم قطر من أسطح الأبنية. وادعى سفير «الحمدين»، أنه جاء لاستكمال إعادة إعمار القطاع، وهي وعود وصفها السكان بالكاذبة، واستقبل بلافتات كتبت عليها عبارة «أين شقتي يا قطر؟»، فيما تحدث غزاويون بغضب عن عدم توفر الدواء والعلاج والسكن، وهي الضروريات التي وعدهم بها العمادي ونظامه. الغزاويون الغاضبون يحاصرون سيارة العمادي