تواصلت الاحتجاجات المناوئة لنظام طهران، وشهدت مناطق بالأحواز العربية تظاهرات ومواجهات مع قوات القمع الإيرانية بعد أن انتفض مواطنو مدينة المحمرة جنوب غرب البلاد ضد تلوث المياه ونقص الخدمات، نتج عنه مقتل أربعة متظاهرين السبت الماضي. وتحولت المظاهرات التي تشهدها مختلف المدن الإيرانية، بما فيها العاصمة طهران، إلى قلق يعيشه نظام الملالي القمعي، بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى حركة شعبية ينتمي المشاركون فيها إلى مختلف الطبقات والفئات العمرية والتعليمية، مما جعلها انتفاضة شعبية بحق. وكشفت هذه الحركة قدرة الإيرانيين على مواجهة النظام، بما يمتلكون من قوة بشرية وأساليب وأدوات لازمة لخلق تحد حقيقي أمام السلطات. وعلى الرغم من افتقار هذه الثورة المفاجئة إلى قيادة عامة، إلا أن ملامح تحديدها للهدف الأكبر المتمثل في إزاحة النظام القمعي آخذة في الاتساع يوما بعد آخر. ويرى مراقبون أن حركة المظاهرات الإيرانية تتميز بالثراء في قيادتها التكتيكية، مع مشاركة المئات من أبناء النقابات وكبار التجار والنشطاء النسويين والمفكرين بل والعلماء الدينيين الذين تمكنوا من قيادة المظاهرات عبر أكثر عن 200 مدينة، وهو ما لم يشهده التاريخ السياسي الإيراني من قبل. من جانبها أكدت المقاومة الإيرانية أهدافا واضحة عقب اختتام مؤتمرها العام الأخير في باريس. وجاءت توصيات المعارضة ونتائجها بالتأكيد على دعم إقامة جبهة موحدة إقليميا ودوليا ضد سياسات النظام الإيراني بالمنطقة. وكذلك دعم انتفاضة الإيرانيين بالداخل نحو الحرية، والديمقراطية، والعدالة، والتخلص من نظام ولاية الفقيه، والتضامن مع الشعوب المضطهدة من جانب ميليشيات إيران مثل سوريا، والعراق، واليمن وغيرها. وأيضا اتخاذ خطوات عملية لتحقيق أهداف المقاومة الإيرانية في سبيل التخلص من نظام الملالي، والدعوة لملاحقة المسؤولين الإيرانيين المتورطين بجرائم ضد الإنسانية دوليا، وفتح جبهات جديدة على كافة المستويات للنضال ضد نظام الملالي، والعمل على إعداد برامج لتسلم السلطة في إيران بعد إسقاط النظام، ورسم خارطة طريق لمستقبل إيران وسط المنطقة في ظل حكم البديل الديمقراطي. من جانبها، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي: إن الأعمال الإرهابية للنظام ضد حركة المعارضة هي ثمن الكشف عن المشاريع النووية من قبل المقاومة الإيرانية والتي كانت قد عرضت العالم للخطر. وأضافت رجوي: إنه يجب غلق سفارات النظام الفاشي الديني ويجب تنفيذ بيان الاتحاد الأوروبي الصادر في 29 ابريل 1997 بشأن عدم إصدار الفيزا لعملاء النظام وطرد عناصر مخابرات الملالي وذلك في تعليقها على محاولة النظام تفجير مؤتمر المعارضة الذي أنهى أعماله في باريس. وزادت: على المسؤولين الأوروبيين أن يسألوا الملالي لماذا رد نظامهم على المواطنين العزل من باريس إلى خرمشهر وطهران يجب أن يكون بالتفجير والرصاص؟ هذا النظام غير مشروع من وجهة نظر الشعب ويجب أن يرحل. على صعيد آخر، ذكرت مصادر حكومية في طوكيو، أمس الأول، أن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، ألغى برنامجه لزيارة إيران المقررة في منتصف يوليو الجاري وإجراء محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.