رغم خسارة الهلال القاسية في دوري أبطال آسيا إلا انه لا يزال زعيم القارة الكبرى ، لكنه ورغم استمرار احتفاظه بتلك الزعامة إلا أن ذلك لا يبرئ ساحة إدارة الهلال ولا جهازيه الاداري والفني من الخسارة المهينة والمعيبة لفريق كبير لم يعرف تاريخه في يوم من الأيام أنصاف الحلول فما بالك وهو يشوه ماضيه التليد ويسئ لحاضره ويهدد مستقبل شعبيته بخسارة لا تحدث إلا لفريق فقد روحه وكبرياءه وإحساسه وهيبته. والآن وبعد ان خرج الزعيم من هذا المولد القاري وبهذه الطريقة المقززة يطل علينا البعض باحثا عن أعذار وتبريرات لا منطقية لإدارة النادي وأولهم سمو الرئيس ، ولا أعلم بأي منطق هم يتحدثون فالخاسر زعيم والخسارة ليست عادية بكل المقاييس الكروية والثمن وان كان غاليا فلابد أن يدفعه قائد الفريق مدربا كان أو إداريا أو حتى أميرا يرأس النادي . مشكلتنا أننا عاطفيون لا نقبل أن يدفع رأس الهرم ثمن الخسارة ونبحث عن أكباش فداء نضحي بهم ونحملهم أخطاء الكبار ، ولو كان الهلال الذي قلت ذات يوم انه ترمومتر الكرة السعودية ، إن مرض مرض معه جسد المنتخب وان فاق فاق معه ، لو كان الهلال قد خسر نتيجة المباراة فقط لكان الحديث مختلفا ، ولو كان تدني مستواه الفني أمام الآسيويين لا غيرهم لعذرناه ولقلنا ان لكل مباراة ظروفها ، لكنه بدأ الموسم وهو في أسوأ حالاته واستمر في ادائه المتواضع متخبطاً أمام فرق صغيرة لا تملك ربع خبرته و نصف امكاناته وعشر شعبيته . إذن ما الذي يشفع لبقاء الأمور على ما هي عليه ، ولماذا يحاول البعض ثني الرئيس عن اتخاذ قرارات حاسمة مهما كانت الظروف !؟ . أنا لا أطالب بالضغط على سمو الرئيس لترك منصبه ، بل أتمنى على من يتبنى الدفاع عنه أن يتركوه دون ضغوط ويمنحوه الفرصة ليفكر بهدوء ليتخذ قراره سواء رغبته في ترك المنصب أو الاستمرار رغم ذلك الخروج المر . قبل كل ذلك أدعو الزملاء الذين يرون أن التوقيت غير مناسب لأي استقالة أن يتذكروا أن فريقا كبيرا كالهلال لم يكن في يوم من الأيام معتمدا على شخص واحد مهما كانت قوته ومساهماته وتضحياته ، وانهم قبلي يعلمون أن مرض الهلال لم يكن وليداً لمباراتي الذهاب والإياب ، بل كانت الثقوب على القميص الأزرق واضحة منذ بداية الموسم حتى لمن كان يرتدي نظارة طبية أو كان يعاني من قصر النظر . تلك الثقوب هي التي أوصلت الفريق لهذه الدرجة وهي نفسها السبب وراء كل هذه المعاناة التي دفعت جماهيره للشفقة عليه بعد التباهي به . الذي يحب الهلال لا يحتمل أن يراه مريضا متهالكا ، وجماهيره التي تعتبر الأكثر في الساحة السعودية تنتظر شجاعة واعترافا ممن يتحمل مسئولية هذا الاخفاق الآسيوي ، ففي هذه الشجاعة ما يحافظ على مكانة كل من له علاقة بهذا الصرح الكبير ، وإذا ما قرر سمو الأمير عبد الرحمن ترك منصبه فلن يضيره ذلك في شيء فهو كان ومازال وسيظل واحدا من الأعلام الهلالية الخفاقة عطفاً على ما قدمه وما ضحى به من مال وجهد ووقت لخدمة الكيان الهلالي الذي لم يعرف في تاريخه دكتاتورية الرئاسة ولهذا فانه لن يعجز عن تقديم رئيس جديد يكون عبد الرحمن اول الداعمين له ان لم يختره بنفسه . أما إذا ما قرر الاستمرار فما عليه إلا أن يغير قميص فريقه بالكامل فالثقوب كثيرة وترقيعها مستحيل . أكتب عن الهلال رغم انه خسر كالاتفاق بالأربعة ولم اكتب عن فارس الدهناء لسبب بسيط وهو أننا ما زلنا ننتظر منه التعويض في مباراة الإياب بينما حرج الهلال وتبخر حلمه وللحديث بقية عن لاعبين من المؤلم أن يكونوا ضمن صفوف الزعيم . ولكم تحياتي [email protected]