أجرى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تناول تداعيات القصف السوري على قرية تركية حدودية. وذكرت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء أمس عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن أردوغان أوضح في اتصاله الهاتفي مع الامين العام للمنظمة الدولية موقف بلاده من الحادث، وأنها تنتظر من مجلس الأمن الدولي "إدانة واضحة وصريحة". وقال التقرير إن بان كي مون قدم تعازيه لرئيس الوزراء التركي، مبينا الخطوات التي اتخذت لدى مجلس الأمن الدولي، عقب اتصال وزارة الخارجية التركية به. وأضاف التقرير أن بان كي مون اعتبر القصف أمرا "لا يمكن قبوله"، كما أعرب عن استنكاره الشديد له. من جهته ، أدان مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات" القصف السوري على بلدة اقتشه قلعه التركية، ما أسفر عن مقتل خمسة أتراك، جميعهم من النساء والأطفال. وقال المجلس في بيان تلاه رئيسه، مندوب جواتيمالا جيرت روزنتال عقب ساعات من المفاوضات خلف الأبواب المغلقة: "عبر أعضاء مجلس الأمن عن خالص تضامنهم مع أسر الضحايا والحكومة التركية". وأوضح المجلس أن ذلك الحادث "سلط الضوء على التأثير الخطير للأزمة السورية على أمن دول الجوار والسلام والأمن الاقليميين". وأضاف أن "المجلس يطالب بوقف فوري لمثل تلك الانتهاكات للقانون الدولي وألا تتكرر". ودعا المجلس الحكومة السورية إلى احترام السيادة والسلامة الإقليمية لجيرانها. اعتراض روسي وطالب أعضاء مجلس الأمن الطرفين بالتحلي بضبط النفس. وقال دبلوماسيون إن روسيا اعترضت على أجزاء من البيان واقترحت أن تتم إدانة كل من الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في ذلك البيان. غير أن البيان الذي تلاه روزنتال أدان النظام السوري ودعا جميع أطراف النزاع إلى ضبط النفس. وذكر متحدث باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون دعا كلا من سورية وتركيا إلى بذل جهود لتخفيف حدة التوتر على طول الحدود المشتركة. وقال مارتين نسيركي إن بان "أفصح مرارا عن مخاوفه بشأن انتقال تداعيات الأزمة السورية إلى دول الجوار كما حدث الأربعاء مع تركيا". خطر النزاع وأضاف أن "خطر النزاع الإقليمي وتهديد السلام والأمن الدوليين يتزايد أيضا" في ظل تطورات جرت مؤخرا بينها قصف حلب الذي أسفر عن مقتل العشرات. وقال إن المبعوث الدولي المعني بالأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي تواصل مع حكومتي دمشق وأنقرة ليدعو إلى ضبط النفس. واشنطن تساند وعبَّرت الولاياتالمتحدة عن أملها ألا يتصاعد الاشتباك الحدودي بين تركيا وسوريا ولكنها ساندت حق حليفتها في حلف شمال الاطلسي في الدفاع عن نفسها من العدوان اذا اتسع نطاق الصراع الداخلي المسلح في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الامريكية انها ترى أن رد تركيا على اطلاق قذيفة مورتر من سوريا على أراضيها كان ملائما ومتناسبا ويهدف لردع أي انتهاكات أخرى لسيادتها. وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل للصحفيين :نأمل ألا يتصاعد هذا الى صراع أوسع ونأمل بتهدئة الموقف. واضاف ليتل قوله ان الولاياتالمتحدة ألقت اللوم على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. وقال ليتل :اننا غاضبون من أفعال الحكومة السورية على الحدود التركية. ونقف الى جانب حلفائنا الاتراك. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند للصحفيين في مؤتمرها الصحفي اليومي :نعرف أن تركيا ردت. سمح البرلمان التركي أيضا للحكومة بالرد مجددا اذا ما تكررت مثل هذه الانتهاكات للسيادة التركية. وأضافت :في رأينا كان الرد الذي قامت به تركيا ملائما واستهدف أيضا تعزيز التأثير الرادع حتى لا تحدث مثل هذه الاشياء مرة أخرى كما كان الرد متناسبا. وقال بولنت علي رضا مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن :حلفاء تركيا ابتداء من الولاياتالمتحدة تعهدوا شفويا بالاطاحة بالاسد لكنهم لا يؤيدون اتخاذ الخطوات الاضافية التي تريد تركيا أن تراها. واضاف :احتمال ان ترسل تركيا قوات عبر الحدود بأعداد كبيرة يبدو بعيدا للغاية. وتركيا تجد بالفعل نفسها رغم كل كلمات التأييد معزولة وتحت ضغط. وقال هنري باركي خبير شؤون تركيا في جامعة ليهاي في بنسلفانيا ان الرد الامريكي المحسوب هو اشارة الى تركيا أن تستمر في انتهاج سياستها الحالية بشأن سوريا مع ان هذا قد يتبين على نحو متزايد انه صعب اذا استمر العنف في الانتشار عبر حدود البلدين التي تمتد مسافة 911 كيلومترا.