قالت مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية خلال كلمتها في المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية الذي عقد في باريس أمس «لكي تظلّ سماء إيران في أحلك حقبة من تاريخها مليئة بالنجوم والكواكب وتبقى إيران شامخة فليسقط نظام ولاية الفقيه». وأضافت «إن عشرات الملايين من الشعب الإيراني يطالبون بالحرية والديمقراطية وبالعمل والمعاش» ولسان حالهم يقول «نظام ولاية الفقيه إلى نهايته». وأشارت رجوي إلى أن الحل الوحيد لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران وللمأزق النووي ولأزمات المنطقة ولمحاربة جماعة «داعش» هو إسقاط خليفة التطرف والإرهاب الحاكم في إيران. وقالت رجوي إنه تم تنفيذ 1800 حالة إعدام في ظل رئاسة حسن روحاني وأشارت إلى أن انتفاضة «مهاباد» ومظاهرات مدن «سنندج» و«سردشت» و«سقز» و«مريوان» تعكس شجاعة وحالة عصيان الأكراد الإيرانيين بوجه النظام المجرم. كما أشارت إلى مظاهرات المدرّسين وإضرابات العمال واعتصاماتهم إنما تعكس الظروف التي تعيشها العائلات ومعاناتهم من الجوع. وأشارت إلى عشرات الحالات من المواجهات المسلحة بين البلوتش والكرد والعرب وبين النظام. وقالت رجوي إن نظام الملالي اليوم محاصر بين ثلاث حروب في المنطقة، وهو يعيش في مأزق هذه الحروب. وأضافت في سوريا فإن البيت الذي بناه الملالي على الرمال المتحركة بدأ بالانهيار. رغم مليارات الدولارات التي أنفقها لإبقاء بشار الأسد في السلطة، والأسد يلفظ أنفاسه الأخيرة. ونأمل أن تتم محاكمة خامنئي بجانب بشار الأسد في محكمة الجنايات الدولية غداة الانتصار لارتكابهما جرائم حرب وارتكاب المجازر بحق 300 ألف من الشعب السوري رجالاً ونساءً وأطفالاً. وفي العراق، فقد خسر نظام الملالي صنيعته حكومة المالكي. وهو بداية لأفول النظام ليس في العراق فحسب وإنما في المنطقة بأسرها، لأنه إذا فقد نظام الملالي بغداد، ستتعرض سلطته للخطر في طهران. والآن فيلق القدس وبذريعة محاربة «داعش»، يرتكب الجريمة ضد الإنسانية بحق أهل السنة، ولكنه فقد موقعه السابق. وفي اليمن أراد خامنئي الاستيلاء على هذا البلد، لكي يحصل على موقع أعلى في المفاوضات النووية في خضم أزمات المنطقة، إلا أنه أثار ضد نفسه أكبر تحالف إقليمي لدول المنطقة. وستنهار جبهة النظام في الشرق الأوسط حالما يسقط بشار الأسد أو حينما تتقوّض صفوف قواته في العراق أو في اليمن، وأكدت رجوي أن انسحاب النظام من الحروب الثلاث سيؤدي إلى انهياره. وقالت رجوي «اليوم يصرّح السياسيون الغربيون أن داعش وبشار هما وجهان لعملة واحدة، ولاشك أن الخليفة الحاكم في طهران هو عرّاب كليهما». الواقع هو أن داعش هو حصيلة الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد والمالكي بأمر من خامنئي، وأضافت «نقول للدول الغربية لا تشاركوا في جبهة هذا النظام. لا تتعاونوا في العراق مع قوات الحرس وميليشيات هذا النظام وهي أخطر بمائة مرة من العصابات الأخرى. الحل في العراق يكمن في طرد قوات النظام وإشراك السنة في السلطة وتسليح العشائر. والحل في سوريا يكمن في طرد قوات النظام منها ومساندة الشعب السوري في إسقاط ديكتاتورية الأسد. والحل في اليمن، يكمن في الوقوف بوجه هذا النظام حيث بدأه التحالف العربي ويجب مواصلته حتى اقتلاع جذوره من المنطقة». واعتبرت رجوي أن حل مشكلات المنطقة مرتبط بقطع دابر نظام الملالي من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة التطرف والإرهاب الحاكم في طهران. وحول الملف النووي اعتبرت رجوي أن المشروع النووي أصبح من أسباب ضعف النظام، وأن الولي الفقيه رضخ أمام اتفاقية جنيف لخشيته من إعادة اندلاع الانتفاضات ضده، وأن الاستراتيجية النووية وصلت إلى نهايتها، وقالت سواء وقّع النظام على الاتفاق النهائي أم لم يوقّع، بكل الأحوال فهو محاصر في دوامة أزمة السقوط. وأوضحت أن الحكومات الغربية والولايات المتحدة خرقتا قرارات مجلس الأمن الدولي ومنحتا طهران تنازلات كبيرة وهذا ما جعل النظام يصبح قريباً من القنبلة النووية. وأكدت رجوي أن أي اتفاق لا يُزيل بساط صناعة القنبلة، فهو مرفوض من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. لذلك نقول إنه يجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشكل تام وكامل. يجب وقف تخصيب اليورانيوم، ويجب تفتيش جميع المواقع النووية العسكرية منها وغيرها ويجب مساءلة هذا النظام بشأن الأبعاد العسكرية لمشاريعه النووية والعلماء النوويين. وقالت رجوي إن الولي الفقيه ورئيس جمهورية النظام يشهران السيف بوجه بعضهما البعض والصراع بين الذئاب هذا يمثّل الحلقة النهائية لمثل هذه الصراعات. وها هو رفسنجاني يدعو بملء فيه إلى تكوين شورى لولاية الفقيه. وفي مجلس خبراء كهنوت النظام، ظهر لأول مرة استقطاب منافس لولاية الفقيه، يعني زمرة المدافعين عن خامنئي اعتراها الانشقاق والانقسام إلى حد كبير، وهذا يعني أن المحور الذي كان من المفروض أن يحرس النظام أمام الاضطرابات والعواصف ها هو نفسه أصيب بالارتعاش والاهتزاز. وكذلك بات بيت ولاية الفقيه متهدّما من الأساس وتقول الأرض والسماء إن هذا النظام البالي وصل إلى نهايته. وقالت رجوي إننا نجتهد من أجل بناء مجتمع حر وديمقراطي، وقبل قرن من الزمن، كان مجاهدو الدستور يجتهدون من أجل «العدالة والحرية والمساواة والاتحاد». ثم انتفض الدكتور محمد مصدق وقال «المقصود هو أن يشارك الناس في خير الأمور وشرها وأن يقرروا مصائرهم بأنفسهم». ثم جاء دور «فدائي خلق» ومجاهدي خلق والرواد الآخرين في النضال ليشقّوا طريق إسقاط الديكتاتورية السابقة وها هي المقاومة برزت بكوكبة من الشهداء بدءا من أشرف وموسى وإلى صديقة وندا وزهرة وكيتي لانتخاب حر لأبناء الشعب الإيراني. إننا أعلنا النظام الاستبدادي الحاكم نظاماً باطلاً، إننا أعلنا فرض الدين قسراً وقمع النساء أمرا باطلاً، إننا أعلنا دستور ولاية الفقيه أمراً باطلاً. دستورنا هو الحرية والديمقراطية والمساواة. دستورنا ليس في ما يتبناه مجلس خبراء الجريمة، وإنما هو المبادئ المحفورة في قلب كل إيراني وسيكتب غدا على أيدي المؤسسين المنتخبين من قبل الشعب. أساس هذا القانون، هو جمهورية حرة، متسامحة ومتقدمة قائمة على التعددية وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل والمساهمة الفاعلة والمتكافئة للنساء في القيادة السياسية. مبادئنا هي المساواة بين حقوق الطوائف والأقليات الدينية ومجتمع خالٍ من التعذيب والإعدام. وقالت رجوي مخاطبة الإيرانيين بالقول:أقيموا بصمودكم وتحديكم بوجه هذا النظام، ألف نقطة عصيان في إيران، وهذا هو الوقت الذي من شأنه أن تتحول احتجاجاتكم واعتراضاتكم إلى انتفاضات موسعة، عندئذ يجعل جيش الانتفاضة وجيش التحرير عيون العالم تقر بيوم تحرير إيران. وأضافت «الآن أيها المواطنون الأعزاء المجتمعون هنا، وأنتم يا أبناء بلدي من تسمعون صوتي في أرجاء إيران وفي أي مكان في العالم، هل أنتم مستعدون وجاهزون من أجل توسيع دائرة المعركة من أجل تحرير إيران وإسقاط نظام ولاية الفقيه؟» إن مقاومتكم ونضالكم وتضامنكم، أقوى من أي قدرة كانت.