يواصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدمهما بكل الجبهات العسكرية، وهو ما عده سياسيون كفيلا بقبول ميليشيات الحوثي الانقلابية بالحل السياسي في وقت شنت الميليشيات ليل الأحد الاثنين حملة مداهمات واعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء ضد عناصر الجيش اليمني وضباط يرفضون التوجه للقتال إلى جانبها وكذلك في أوساط المدنيين المعارضين لها بتهمة «الخيانة والتخابر مع الشرعية والتحالف». فيما قتل رئيس هيئة الأركان بوزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الميليشيات بصنعاء القيادي البارز عبدالكريم الغماري، في غارة لتحالف دعم الشرعية باليمن، استهدفت اجتماعا للحوثيين في الحديدة. 9 كيلومترات وأوضح المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي أن أسباب التأخر في استعادة الحديدة تتعلق بسلامة المدنيين الذين يتخذهم الحوثيون دروعا بشرية. وقال المالكي، في مؤتمر صحفي مساء أمس الاثنين، إنه «لا يوجد أي تباطؤ في جبهة الساحل الغربي» حيث ان «قوات الجيش الوطني اليمني باتت على بعد 9 كيلومترات من الحديدة». وأكد المالكي أن «الجيش اليمني يواصل التقدم في صعدة بالشمال والحديدة بالجنوب». وأشار إلى أن الحوثيين يواصلون عمليات تجنيد الأطفال أو اتخاذهم دروعا بشرية، ويزرعون الألغام التي تهدد حياة المدنيين. وأضاف المالكي ان محافظة صعدة لا تزال مسرحا لإطلاق الصواريخ الباليستية، وأن قوات الشرعية استولت على صواريخ باليستية من الحوثيين في الحديدة. وشدد المالكي على أن التحالف يعمل على وقف تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين عبر ميناء الحديدة. ضربات قاتلة وفي السياق، أكد عدد من السياسيين أن تقدم قوات الحكومة الشرعية والقوات الموالية لها للسيطرة على ميناء الحديدة بدعم من التحالف العربي مع توسع ضربات قوات التحالف للميليشيات الحوثية وسقوط عدد من قيادات الميليشيات يمثل ضربة قاتلة للميليشيات، سوف تعجل بالحل السياسي بدون شروط من الميليشيات الحوثية خاصة وأن الحزم العسكري أصبح قريبا، في وقت يتم فيه التفاوض مع الميليشيات من قبل المبعوث الأممي، الذي طالبها بتسليم ميناء الحديدة ومطارها إلى الأممالمتحدة قبل السيطرة عليها من قوات الشرعية والقوات الموالية لها. وقال الخبير السياسي السعودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الفيصل بجدة د.خالد باطرفي: «لا شك ان التقدم العسكري الكبير على كافة المناطق العسكرية، وخاصة في جبهة الساحل الغربي وصعدة، انعكس على تفوق التجهيزات وتميز الجيش اليمني وانهيار الميليشيات الايرانية ولا ريب أن مساعدة قوات التحالف وخاصة القوات الاماراتية ودعم القوات الشعبية التهامية وقوات طارق صالح تسببت في انهيار معنويات الميليشيات الحوثية التي تفقد كل يوم قائدا من قادتها. قطع شريان وأضاف د.خالد باطرفي: إن محاصرة موانئ الحديدة ومطارها من قبل قوات الشرعية والتحالف وهي التي تمثل شريان الحياة للميليشيات الحوثية في الحصول على الدعم والأسلحة وبصفتها ثالث أكبر مدن اليمن وثاني أكبر موانئ اليمن، يعتبر ضربة قاضية للميليشيات التي ما زالت تتفاوض مع المبعوث الأممي بشأن تسليم المطار والميناء للأمم المتحدة بدلا من الحكومة الشرعية للتهرب من الهزيمة. وأبان: مهما كان الأمر، فلا بد أن تصبح الميليشيات محصورة داخل اليمن وليس أمامها إلا الاستسلام او الموافقة على أي حل سياسي بدون شروط. الحل السياسي من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا الخبير السياسي الاردني د.أحمد البرصان: إن تقدم قوات الشرعية وسقوط عدد من القيادات الحوثية والسيطرة على الموانئ التي كان يتم عبرها دعم الميليشيات الحوثية، سوف يسرع بالحل السياسي للقضية اليمنية، متوقعا أن تدخل على خط القضية اليمنية بعض القوى العالمية التي لها مصالح خاصة، وهذه القوى باستطاعتها حل القضية في أي وقت، ولكن مع تقدم قوات الشرعية بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة، لا شك إنها سوف تسرع بالحل السياسي قبل العسكري وذلك لجميع الأطراف اليمنية، كما تسهل هذه الأوضاع الجديدة التي حققها الجيش اليمني، مهمة مبعوث الأممالمتحدة الذي يلعب دورا مهما في تقريب وجهات النظر متوقعا حدوث تحرك سياسي قوي للوصول للحل بما يحفظ ماء وجه كل الأطراف اليمنية المتصارعة وأيضا الأطراف الإقليمية.