هددت روسيا بالانتقام ردا على رغبة بولندا في إقامة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على أراضيها واستعدادها لدفع ملياري دولار لتحقيق هذا الأمر. وأثار الاقتراح الخاص بإقامة القاعدة الامريكية عاصفة نارية بين موسكوووارسو، وتبادل زعماء الجانبين التهديدات وسلطوا الاضواء على التوترات في اوروبا الشرقية. وقالت صحيفة «الواشنطن تايمز»: ان المسؤولين الامريكيين لم يعلقوا على الخطة البولندية، لكن موسكو ضغطت بقوة ضد المحاولات المحتملة من ادارة دونالد ترامب لتعزيز الوجود العسكري الامريكى في هذه المنطقة. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف للصحفيين: ان هذه الخطوات التوسعية تسفر بالتأكيد عن التصادم مع سعي الجانب الروسي لتحقيق التوازن والمساواة التي تنتهك في كل مرة بهذه الطريقة. وذهب عضو رئيسي في مجلس الشيوخ الروسي الى ابعد من ذلك، مشيرا الى ان بولندا ستجعل من نفسها هدفا اذا مضت في خطة انشاء القاعدة الامريكية، وقال فلاديمير ظاباروف الذي يعمل في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي لوسائل اعلام روسية: ان بولندا ستصبح هدفا لضربة انتقامية. ورغم امتناع مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية عن التعليق، إلا انهم كانوا على علم بالتقارير ومراقبة الوضع الذي يأتي بعد عام من زيارة الرئيس ترامب لوارسو وحديثه عن رابطة خاصة بين الولاياتالمتحدة وبولندا. ويأتي الاقتراح البولندي بعد ثلاثة اشهر من نشر روسيا لصورايخ «اسكندر» في جيب كاليننجراد الواقع بين بولندا وليتوانيا، وهذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. ولم يخف المسؤولون البولنديون دوافعهم، وجادلوا بأن الوجود العسكري الامريكي الدائم في بلادهم سيكون بمثابة ردع ضد روسيا. ونشر موقع «Onet» البولندي تقريرا موجزا لمقترح القاعدة لأول مرة، واشار التقرير الى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم فى 2014 ودعمها للدكتاتورالسوري بشار الاسد، والهجمات الالكترونية ضد الولاياتالمتحدة في الانتخابات الرئاسية، واجراءات اخرى كدليل على ضرورة اتخاذ خطوات للرد على موقف موسكو العدواني. وأورد التقرير قول وزير الدفاع البولندي: سيرسل وجود القوات الامريكية الدائم في بولندا رسالة واضحة لروسيا حول دعم واشنطن لحلفائها في اوروبا الشرقية. وأكدت الوثيقة التزام بولندا بتقديم دعم كبير، قد يصل إلى ملياري دولار من خلال بناء منشآت عسكرية مشتركة، وتوفير حركة أكثر مرونة للقوات الأمريكية.. وجاء في الوثيقة: يمكن للولايات المتحدة وبولندا معا بناء رابطة واحدة قوية تضمن سلامة وأمن وحرية شعبيهما لأجيال قادمة. وترى الصحيفة ان خطة بولندا العضو في حلف الناتو منذ 1999، تتناسب من خلال الدفع الكامل لبناء القاعدة مع دعوة الرئيس ترامب لأعضاء الناتو لتعزيز مساهماتهم المالية الخاصة في الحلف. وفي الوقت الذي تنظر فيه الادارة الامريكية لفرض عقوبات ضد الشركات الاوروبية وغيرها التي تتعامل مع ايران، يحاول معظم المسؤولين الاوروبيين ايجاد طرق لابقاء الاتفاق النووي. ولكن الصحف المحلية، أبرزت قول وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش: إن بلاده تعارض أي تحرك من الاتحاد الأوروبي من شأنه إضعاف العقوبات الأمريكية ضد إيران، وقد تؤدي هذه التصريحات إلى دق أسفين بين بولندا وحلفائها الأوروبيين، لكنها تحظى بتشجيع البيت الأبيض. أكدت الوثيقة البولندية التزام وارسو بتقديم دعم كبير، قد يصل إلى ملياري دولار من خلال بناء منشآت عسكرية مشتركة، وتوفير حركة أكثر مرونة للقوات الأمريكية، وبناء الولاياتالمتحدة وبولندا رابطة واحدة قوية تضمن سلامة وأمن وحرية شعبيهما لأجيال قادمة