لا شك أن شركة مكة للإنشاء والتعمير (مكة) بالموقع الجغرافي لعقاراتها وتاريخها العريق لها مكانة خاصة عند المستثمرين لذلك تجد السهم في كل مرة يتراجع إلى أسعار مغرية مالياً لا ينتظر طويلاً فسرعان ما يعود إلى مناطق عالية لذلك تجده من أكثر الأسهم تذبذباً خلال السنوات الماضية. فرغم أن الربع الرابع من عام 2014 كانت فترة صعبة على الشركة إلا أن السهم بدأ يعطي إشارات فنية إيجابية بعد أن لامس قاع 59 ريالا. ووفقاً للقراءة التحليلية لوحدة الأسهم ب«اليوم» فإن سهم مكة بدأ بالفعل مساراً صاعداً قاده حتى قمة 119 ريالا والتي حاول مرتين اختراقها لكنه لم ينجح خلال الربع الثاني من العام 2015، وكان ذلك الفشل إشارة قوية إلى أن المسار الصاعد بالفعل انتهى ليبدأ بعد ذلك هبوطاً قوياً حتى وصل إلى مستوى 63 ريالا والذي صمد بشكل ملفت. أما عمليات البيوع والتي تضاءلت أمامه ليبدأ السهم مساراً صاعداً جديداً، لكن هذه المرة أخذ وقتاً أطول نتيجة الوضع السلبي للسوق بشكل عام والذي لم يمكّن السهم من الصعود في فترة أقصر لذلك لزمه الأمر عاماً ونصف العام للوصول إلى قمة 123 ريالا والتي كانت تمثّل أعلى قمة للسهم خلال الخمس السنوات الماضية. ومع تراجع الأداء المالي والتشغيلي للشركة كان ذلك المستوى مرتفعا جداً وهذا دعا السهم للتراجع، وبسبب طبيعة التذبذب القوية للسهم نزل السهم بنسبة 55% حتى مناطق 55 ريالا. ومنذ ان وصل السهم إلى قاع 55 ريالا بدأت السيولة الذكية تتدفق على السهم وهو ما أدخله في مسار صاعد دفعه لملامسة قمة 93 ريالا والتي بدأ منها مسارا تصحيحيا حتى اليوم، ومن المهم جداً مراقبة دعوم 70 ريالا ثم 65 ريالا والتي تمثّل مناطق سعرية جيدة للصعود خلال الشهور القليلة المقبلة ويتأكد الصعود باختراق مقاومة 87 ريالا والاستقرار أعلى منها. ومن خلال هذا التحليل يتضح أن هذا السهم حاد الطباع لذلك فالتعامل معه يحتاج إلى حرفيّة عالية ومتابعة لصيقة خصوصاً لنقاط الدعم والمقاومة والتي يحترمها السهم كثيراً كما حدث خلال السنوات الماضية.