تساهم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في النهضة الشاملة منذ تأسيسها. وقد تميزت قيادات إدارية تخرجت منها في المناصب الوزارية والمؤسسية في القطاعين الحكومي والخاص. ولقد تبنت الجامعة العديد من المبادرات التي كان لها الأثر الكبير في مجالات عديدة، بحيث أصبحت مرتبطة بها محليا وإقليميا وعالمياً. ولقد كان تأسيسها قائماً على أسس صحيحة من حيث التخصصات والجودة والتنوع العلمي والثقافي والاختيار الامثل لأعضاء هيئة التدريس والباحثين والإداريين، بل كانت ثقافتها المؤسسية مهنية متميزة. وتدرك قيادة الجامعة أهمية استشعار وتلبية احتياجات المملكة من الكوادر البشرية المؤهلة في مختلف التخصصات، بل ترى أن تقديم أي برنامج يجب أن يقوم على دراسة مستفيضة وأسس صحيحة ليكون ناجحاً. وترى الجامعة أن العنصر النسائي مهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، لذلك قدمت الجامعة قراراً يتيح للنساء الالتحاق ببرامج الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في تخصصات حددتها كمرحلة أولى. وهذه التخصصات والشهادات العلمية هي الماجستير والدكتوراه في الرياضيات، والماجستير في الإحصاء، والماجستير والدكتوراه في هندسة الحاسب الآلي، والماجستير والدكتوراه في علوم الحاسب الآلي، والماجستير في إدارة الأعمال، والماجستير في الإدارة الهندسية. على أن يكون البدء في الدراسة في بداية العام الأكاديمي 1440 /1441ه الموافق 2019 /2020م. جاء قرار الجامعة المناسب في الوقت المناسب ليكون إضافة إلى المنجزات المتميزة التي حققتها منذ تأسيسها، وذلك لإعداد القيادات النسائية الناجحة. ولأن للمرأة السعودية دورا رئيسا في التنمية الشاملة ورؤية 2030 فقد رأت الجامعة أهمية إعداد القيادات النسائية المؤهلة في التخصصات المناسبة للقطاعات ذات الأهمية للاقتصاد السعودي الذي بدأ في التحول من الاعتماد على النفط في إجمالي الناتج المحلي إلى التنويع الاقتصادي الذي يعتمد على مشاركة إنتاجية القطاع الخاص. والمأمول أن يساهم هذا القرار في دعم البحث العلمي في المملكة، ناهيك عن إعداد المؤهلات من النساء أكاديميا وبحثيا للالتحاق بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة كاعضاء هيئة تدريس وباحثات لخدمة المملكة حسب تخصص كل منهن. وعموماً فإن النساء السعوديات شغوفات بالتعلم والإبداع والابتكار ما يضيف لبيئة التعليم مزايا محفزة لنموه. وستوفر البرامج التي وردت في القرار في التخصصات المحددة تكاليف السفر ورسوم الدراسة المرتفعة في الجامعات الأجنبية، بل ستكون جودة التعليم والبحث العلمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عالية ومنافسة في جوانب كثيرة. وستعيش الملتحقات ببرامج الدراسات العليا في بيئة سعودية بين أهلهن وذويهن. وسيكون للطالبات الملتحقات ببرامج الدراسات العليا دور في تشخيص مشاكل وحلول التحديات التي تواجه الكوادر البشرية النسائية في المملكة، خاصة المشاكل ذات الجوانب القيادية والإدارية.