لعل من أكثر الأمور تعقيدًا في بنية الإنسان- هذا الكائن العجيب الذي انطوى في خلاياه العالم الكبير- هي مشاعر الحب. الحب هو تلك القوة الجبارة التي تمكن الإنسان من القيام بأي شيء ولو كانت تكلفته تعادل حياته. الحب، يجعلك تملك اذنًا صماء فيما يتعلق بالأحاديث السيئة فيمن تحب، وعينًا عمياء عن أخطائهم، وفمًا أخرس فيما يتعلق بما يؤذيهم. الحب يجعلك إنسانًا خارقًا قادرًا على الذهاب إلى القمر بقدميك العاريتين في سبيل تحقيق ما أحببته. هو معزوفة موسيقية بوجودها يتضاءل ضجيج الكون، وهو تلك النجمة المضيئة التي لطالما سهرت الليالي في سبيل رؤيتها. الحُب يجعل من الأم إمرأة خارقة! تتقن القيام بأي مهنة بلا شهادة. الحب يجعل الطالب الشغوف يسهر الليالي بلا كوب قهوة؛ فشغفه كافٍ لإيقاظ عزيمته. الحب، وما أدراك ما هذا الشعور الجبار، هذا الشعور الذي يحولك إلى شخص مختلف كليًا دون أن يتحول هو وكأنه إنزيم، يُغير ولا يتغير. لكن، ما العلة في الحُب؟ لِمَ عدد ضحاياه يفوق عدد المنتصرين بنيله؟ لِمَ يَقتل ولا يُقتل؟ الاجابة ببساطة، تكمن في التوجيه الخاطئ لهذا الزخم الجبار من المشاعر. - تعلم أن تُجيد إدارة مشاعرك لا كبتها، فهي وجدت في فطرتنا كي تضيف لحياتنا جمالًا لا لتعكر صفوها.