يروج في أوساط الأسر الأحسائية في شهر رمضان المبارك، حسابات تواصلية مع صانعي خبز المسح والذي تتميز أيادي الاحسائيات بصناعته. ويعد خبز «الرقاق» كما يحلو للبعض تسميته، أبرز الوجبات الرمضانية في الأحساء وأكثرها مبيعا، حيث يؤكل مع المرق «الثريد» أو مع اللبن واللبن الرائب. واعتاد أهالي الأحساء منذ مئات السنين على تزيين موائدهم الرمضانية بتلك الوجبة الشعبية الشهيرة والمتوارثة، وتتميز بها نساء البلدات الشرقية عن غيرهن من أهالي المدن، حيث يعتبرونها من ضمن الوجبات الأساسية لهم خلال شهر رمضان المبارك، ولا تكاد تخلو مائدة منها. ويعمل العديد من سيدات الاحساء قبيل رمضان في صناعة خبز المسح، كونه موروثا شعبيا أصيلا، وله عائد اقتصادي كبير لهن ولأسرهن، والبعض منهن يمارسن تلك الصناعة كنوع من الاستثمارات التجارية، ويتعاقدن مع بعض المخابز والمحلات الغذائية لبيعه وتوزيعه، ويزداد الإقبال على شرائه من الأحسائيين في شهر رمضان المبارك، ويكثر الطلب عليه في أواخر شهر شعبان. وتؤكد أم صالح أنها تقوم بتجهيز خبز المسح بمزج الطحين البر أو الأبيض بالماء والملح، ثم وضع كمية من العجينة الناتجة من ذلك على التاوة، بعد تسخينها على الفرن العادي، ثم فرش مقدار من العجين على الصاج باليد، وقد يضاف عليه البيض أو الجبن أو الزعفران وذلك حسب رغبة الزبون. وأضافت: آخذ كتلة معينة بيدي اليمنى من العجينة وأضعها على الطرف الأبعد المقابل لي من التاوة، وأبدأ أحورها عليها بشكل دائري حتى إذا ما وصلت إلى أول نقطة انحرفت الحركة لتكون دائرة اقصر قطرا وبشكل حلزوني أيضا، حتى أصل إلى المركز ليتبقى أحيانا جزء من العجينة لأرفعه وأضعه في «الطاسة»، ويتم ذلك كله بسرعة مدهشة، وحتى يجف العجين في وقت واحد قبل أن أضع العجينة، أكون قد أزحت النار إلى خارج التاوة لتخفيف الحرارة عن اليد التي تمد للعمل، وبعد ذلك أزيح من فوق الخبز العجين الزائد بالسكين وحتى إذا ما نضجت أدخل من تحت طرفها السكين لأرفعها إلى النصف وأثنيها على بعض ومن ثم أثنيها مرة ثانية ليكون الخبز ربع دائرة ومن ثم إزاحتها من على التاوة تماما لأضعها في المنسف. بدورها، أكدت اختصاصية التغذية بمستشفى الملك فهد بالأحساء سارة الملحم، على الفوائد الغذائية لخبز الرقاق خاصة، بعد تشريبه بمرقة اللحم أو الدجاج حيث يعد طبق «الثريد» وجبة غذائية متكاملة، لما يحتوي عليه من فيتامينات موجودة في الخضراوات والبروتين الموجود في اللحم، إلى جانب احتواء الوجبة للنشويات عبر الطحين المكون الأساسي لخبز الرقاق، وهي عناصر مطلوبة للصائم في الشهر الفضيل كي يستعيد نشاطه ويملأ معدته بعناصر مفيدة تكسبه الطاقة. كما أن مسمى «خبز المسح» يأتي من مسح العجينة على التاوة، وهو عبارة عن قطعة من الحديد بشكل دائري يصل قطرها إلى ستين سنتيمترا، ومحدبة إلى أعلى أحيانا ولها مقبض من الحديد، كما يسمى «خبز الرقاق» نظرا لأن سماكته قليلة، ويمكن تخزين هذا النوع من الخبز لمدة طويلة من دون أن يصاب بالتعفن، مما يساعد بالتالي على عمل مخزون جيد للأسرة.