تتميز الاحسائيات بصناعة خبز المسح، والذي يعد من أبرز الوجبات الشهيرة في رمضان وأكثرها مبيعاً، حيث يؤكل مع المرق "الثريد" أو اللبن واللبن الرائب. ويحرص أهالي الاحساء منذ القدم على تزيين موائدهم الرمضانية بالوجبة الشعبية المتوارثة والمنتشرة بينهم، وبالأخص بين أهالي القرى الشرقية، حيث يعتبرونها من ضمن الوجبات الأساسية لهم خلال شهر رمضان المبارك، ولا تكاد تخلو مائدة منها. وتعمل العديد من سيدات الاحساء في صناعة خبز المسح؛ كونه موروثاً شعبياً أصيلاً، ويحقق عائداً اقتصادياً كبيراً لهن ولأسرهن، والبعض منهن يمارسن تلك الصناعة كنوع من الاستثمارات التجارية ويتعاقدن مع بعض المخابز والمحلات الغذائية لبيعه وتوزيعه، ويزداد الإقبال على شرائه من الأحسائيين في شهر رمضان المبارك، ويكثر الطلب عليه في أواخر شهر شعبان. وتؤكد "أم صالح" العلوي أنها تقوم بتجهيز خبز المسح بمزج الطحين البر أو الأبيض بالماء والملح، ثم وضع كمية من العجينة الناتجة من ذلك على «التاوة» بعد تسخينها على الفرن العادي، ثم فرش مقدار من العجين على الصاج باليد، وقد يضاف عليه البيض أو الجبن أو الزعفران وذلك حسب رغبة الزبون. فيما أكدت اختصاصية التغذية بمستشفى الملك فهد بالاحساء سارة الملحم على الفوائد الغذائية لخبز الرقاق، خاصة بعد تشريبه بمرقة اللحم أو الدجاج، حيث يعد طبق "الثريد" وجبة غذائية متكاملة وحدها؛ لما يحتوي من فيتامينات موجودة في الخضراوات والبروتين الموجود في اللحم، إلى جانب احتواء الوجبة على النشويات عبر الطحين المكون الأساسي لخبر الرقاق، وهي عناصر مطلوبة للصائم في الشهر الفضيل كي يستعيد نشاطه ويملأ معدته بعناصر مفيدة تكسبه الطاقة. وتنصح الملحم الصائم حين إفطاره بالبدء بتناول حبات من التمر ثم الشوربة، يليها طبق الثريد ليأخذ الصائم قسطا من الراحة أثناء ذهابه لتأدية صلاة المغرب، بعدها يستطيع إكمال فطوره فيكون حينها أعطى معدته راحة ولم يثقلها بأطعمة متنوعة متتالية يلتهمها الصائم تباعاً، مما يصيبه بالتخمة ويؤدي إلى زيادة الوزن. كما أن مسمى "خبز المسح" يأتي من مسح العجينة على التاوة، وهي عبارة عن قطعة من الحديد بشكل دائري يصل قطرها إلى ستين سنتيمترا ومحدبة إلى أعلى أحيانا ولها مقبض من الحديد. ويسمى خبز الرقاق نظرا لأن سماكته قليلة، ويمكن تخزين هذا النوع من الخبز لمدة طويلة من دون أن يصاب بالتعفن، مما يساعد بالتالي على عمل مخزون جيد للأسرة.