تتوالى العقوبات على «حزب الله» يوماً بعد يوم، حتى أثقلت كاهله فلعل العقوبات الأخيرة التي فرضتها خزانة الولاياتالمتحدة والسعودية وشركاؤهما بمركز «استهداف تمويل الإرهاب» على قيادة «حزب الله»، التي طالت شخصياً الأمين العام حسن نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم، بالإضافة الى ثلاثة في شورى الحزب، هي رسالة سياسية عملية جديدة بحق إيران أولاً وأذرعتها في المنطقة المتجسدة ب«حزب الله» ثانياً، فما هي خطوات الحزب للالتفاف على هذه العقوبات عشية تأليف الحكومة الجديدة في لبنان عقب الانتخابات النيابية الأخيرة؟. لقمان سليم ليست رسالة وقال المحلل السياسي لقمان سليم في تصريح ل«اليوم»: عندما نتحدث عن اعضاء منتمين الى حزب الله نحن لا نتحدث عن صفاتهم الشخصية بل الحزبية؛ وأهم ما في هذه العقوبات الأمريكية انها وقعت من الولاياتالمتحدة والسعودية، فهذه العقوبات كانت رسالة سياسية واضحة بأن التعاون الأمريكي الخليجي فيما يخص احتواء ايران وضرب أذرعها في المنطقة، ليس اتفاقاً عابراً، بل هو استراتيجية وخير دليل على ذلك انه طال حسن نصرالله شخصياً. ويشدد على ان العقوبات رسالة موجهة بالدرجة الأولى الى إيران وبالثانية الى حزب الله، كما أنها موجهة بشكل أساسي لشركاء أمريكا الأوروبيين، الذين ما زالوا في جانب حزب الله متعللين له بالأعذار تارة انه مكون من جناحين، وتارة أخرى بأنه لا بد من الجلوس معه للحفاظ على استقرار لبنان وغيرها من الأمور، وقال: الأمر الثالث ان تطبيق هذه العقوبات جاء قبيل أيام مما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول فرض بلاده أشد العقوبات صرامة في التاريخ على إيران، التي لا يمكن فصلها عن سياق مواجهة إيران. تأثير العقوبات وحول تأثير هذه العقوبات على الواقع اللبناني عموماً وعلى تشكيل الحكومة خصوصاً، يجيب سليم: اعتمد معظم اللبنانيين حتى اليوم سياسة النعامة ودفن الرؤوس في الرمال بعذر ان هذا الأمر لا يعنيهم أو أنه أكبر منهم، أو ان العالم عليه ان يهتم بهم في هذا المجال، إلا أنه بمقدار ما سوف يزداد الخناق على إيران وأذرعها في المنطقة سوف يجد اللبنانيون أنفسهم مضطرين الى المواجهة الحقيقية عملياً؛ أي مواجهة مسؤولياتهم، وعلى الأرجح ان اللبنانيين غير مستعدين لذلك حتى هذه اللحظة. ويؤكد أن عرقلة التأليف الحكومي تحصيل حاصل لان حزب الله يعتبر بأن تبوءه مراكز رئيسة في الحكومة ليس شأناً لبنانياً، بل هو رد عملي على سياسة الضرب على أذرع إيران، لهذا ان تشكيل الحكومة في لبنان ليس مسألة لبنانية فقط، بل هي أكبر من ذلك بكثير، ولأجل ذلك قد نرى ان تأليف الحكومة سوف يأخذ وقتاً طويلاً الا ان هذا الأمر لن يغير شيئاً. ويجزم المعارض الشيعي للحزب، بأن لبنان يدفع ثمن سكوته عن حزب الله وممارساتها مع ومن، فقياس هذا الموضوع بمعيار حكومي ليس بالمقياس الدقيق، مشدداً على أن مشاركة حزب الله في هذه الحكومة هذا يعني ان الحكومة شريكة في ممارسات الحزب، واضاف: وعليها -الحكومة- أن تشعر بالقلق من حرب اسرائيلية مقبلةعلى لبنان بسبب الحزب، وبالتالي ينبغي أن يزداد قلقها لا ان يتبدد.