يستعيد أهالي منطقة حائل في شهر رمضان المبارك العديد من العادات والتقاليد التي توارثوها من الآباء والأجداد خلال هذا الشهر الفضيل، ومنها اجتماع الأقارب والجيران في جو أخوي مفعم بالروحانية تُعبّر عنه أحاديث الذِكر والذكريات المتبادلة ما بين الكبار والصغار، والالتفاف حول مائدة واحدة لتناول طعام الفطور الذي يتخلله أطعمة شعبية عُرفت بها المنطقة. ويستقبل الأهالي شهر رمضان المبارك بالفرح والابتهاج مع الحرص على المزيد من التواصل والزيارات وصلة الأرحام، وتفقد أحوال بعضهم والقيام بسد حاجات المحتاجين والمعوزين بالتكافل الاجتماعي وحب التعاون والتكاتف، حيث تقوم الأسر في المساء بتبادل الزيارات للتهنئة بحلول الشهر الكريم، ويتنافسون فيه لبذل المعروف وصلة الرحم والتقارب الاجتماعي. ولمدينة حائل مذاق خاص في هذا الشهر الكريم، تتجلى فيها أروع صور العلاقات الاجتماعية والكرم والحفاوة للضيف، إلى جانب الحنين للمأكولات الشعبية الحائلية مثل: الثريد، والمثرود، والمقشوش، والعصيدة، والجريش، والهريس، والتمّن العراقي، حيث تحرص النساء على إعدادها خلال شهر رمضان وفقا للعادات المتوارثة. ويعد الإفطار الجماعي للأقارب والجيران مظهراً من مظاهر الشهر الكريم في حائل حيث يلتقون على مائدة الإفطار وترتسم على وجوه الجميع الفرحة والسعادة، وبعد أداء صلاة التراويح في المساجد والجوامع يمضون ما بقي من الليل في تبادل أطراف الحديث وتناول العديد من الأطعمة الرمضانية التي تتصدّرها الأكلات الشعبية. وتضم وجبة الإفطار الوجبات الخفيفة التي تتكون من القهوة وحبات التمر و«البسيسة» وتظهر على مائدة الإفطار في حائل خاصة عند مزجها مع التمر، والشوربة، والسمبوسة، والماء، واللبن، والمريسة التي تصنع من الإقط «البقل» المنقوع في الماء. وتنشط الحركة التجارية في منطقة حائل في شهر رمضان المبارك حيث يكثر الإقبال على شراء المواد الغذائية وتزايد نشاط حركة البيع والشراء في التمور بأنواعها وأصنافها المختلفة خاصة. وعلى الرغم من تغير الكثير من العادات الرمضانية عما كانت عليه في السابق، إلا أن العديد من العادات والتقاليد القديمة ما زالت موجودة في حائل ومنها ما يسمي ب «الطعمة» وهي تبادل المأكولات بين الجيران والأقارب قبل أذان المغرب، التي لا يزال أهالي حائل متمسكين بها حتى اليوم.