علت الابتسامة وجه المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين في افتتاح السفارة الامريكية في القدس، بينما قتلت اسرائيل عشرات الفلسطينيين، واصابت المئات على بعد اميال في قطاع غزة، وهذا يعكس اللا مبالاة الصارخة من قبل قادة الولاياتالمتحدة واسرائيل؛ بعواقب احتلال الاراضى الفلسطينية. وقالت صحيفة «الجارديان» في مقال للكاتب ميخائيل فوشز: قبل ايام وقفت في مستوطنة اسرائيلية بالضفة الغربية، وكان من الصعب ان افهم كيف تدعم امريكا القوات الاسرائيلية التي تحمي المستوطنين الذين يستولون على الاراضى الفلسطينية بشكل غير قانونى؟ وهو الامر الذى تدينه في بعض الحالات محاكم اسرائيل. ووجهة النظر الامريكية في الصراع الاسرائيلى الفلسطينى الآن اكثر حزبية مما كانت عليه منذ 1978، وقد كشفت دراسة ان 79% من الجمهوريين يقولون: انهم يتعاطفون مع اسرائيل اكثر من الفلسطينيين، في حين ان 27% فقط من الديمقراطيين اكثر تعاطفا مع اسرائيل، وكشفت دراسة أخرى ان أغلبية كبيرة من الديمقراطيين ترى إسرائيل كحليفة استراتيجية، لكن 55٪ من الديمقراطيين يرونها عبئًا استراتيجيًا، ويعتقد 60٪ من الديمقراطيين أنه يجب على واشنطن فرض عقوبات أو اتخاذ إجراء جاد ردًا على استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات. ووضح هذا الانقسام الحزبي في التعامل مع كثير من القضايا ايضا، وتدعم الإدارة الأمريكية اسرائيل بشكل مطلق ولا تكاد تنتقد تصرفاتها تجاه الفلسطينيين، ونقل واشنطن للسفارة لا يحقق أى شيء للولايات المتحدة؛ في حين انه جعل الفلسطينيين ينظرون لأمريكا كوسيط غير محايد، ومثير للعنف. ونقل فوشز قول أحد الصحفيين الاسرائيليين له في مناقشة حول التحديات التى تقابل اسرائيل: من المؤكد ان العلاقة مع واشنطن سوف تسقط، واضاف: انه سمع مرارا عن انخفاض عدد اليهود الامريكيين الذين يدعمون اسرائيل بسبب بعدهم عن اليهودية، وليس بسبب سياسات اسرائيل تجاه الفلسطينيين.. هذا مسيء لي بشدة.. وبصفتي يهوديا امريكيا ادعم اسرائيل وليس سياستها تجاه الفلسطينيين. ويختم الكاتب ميخائيل فوشز مقاله بصحيفة «الجارديان»: يجب على الإسرائيليين أن يدركوا أنه مهما كان السبب، فإن الدعم القادم لإسرائيل من الجيل اليهودي الأمريكي الشاب؛ سوف يكسر العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل.