اتصال أمير قطر بالرئيس الإيراني ودعوته الى الحوار مع طهران وتأييده المطلق للمواقف الإيرانية في المنطقة يدل بوضوح على استمرارية ارتماء النظام القطري في أحضان إيران، فالحوار المزعوم مع طهران لحلحلة قضايا المنطقة غير مجد في الوقت الذي تتزعم فيه إيران دعمها للارهاب في المنطقة والعالم، وقد صنفت من قبل المجتمع الدولي بأنها الراعي الأول للإرهاب وتصديره. والارتماء القطري يبدو جليا من خلال إشادة أمير قطر بالمواقف الإيرانية التي وصفها بالبناءة تجاه موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأن تلك المواقف مدعاة لتعزيز التعاون القطريالإيراني، وليس من الأسرار القول إن النظام القطري لا يزال يمارس سياسته الموغلة في الأخطاء بدعمه الميليشيات الايرانية وتمويله فيلق القدسالايراني وميليشيات حزب الله الارهابي في لبنان ودعم علاقاته بقائد الفيلق وبأمين الحزب. وإزاء ذلك فان الحوار مع النظام الايراني الذي شدد عليه أمير قطر وأكد عليه الرئيس الايراني لا يمكن أن يؤدي الى حلحلة الأزمات القائمة في المنطقة، طالما استمر النظام في دعمه ظاهرة الارهاب ودعمه الإرهابيين أينما وجدوا بمن فيهم أولئك المتواجدون على الأرض القطرية، فالتعاون بين العناصر الارهابية المتواجدة على الأرض القطرية وبين حكام طهران أضحى مكشوفا وغير خاف على الجميع. ويبدو واضحا للعيان أن النظامين القطريوالايراني هما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يسعيان لاثارة الحروب والأزمات والفتن في المنطقة، فاذا كان النظام الإيراني منغمسا في تورطه الواضح بدعم الميليشيات الارهابية في سوريا والعراق ولبنان واليمن فان النظام القطري منغمس هو الآخر في تورطه بدعم كافة الميليشيات الإجرامية في دول المنطقة وفي أنحاء متفرقة من العالم. العلاقات بين النظامين لم تعد مشبوهة فهي واضحة كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار من خلال تأييد الدوحة مواقف ايران في المنطقة، ومن خلال تأييد ايران لكل الممارسات القطرية ذات العلاقة بدعم الارهاب سواء عن طريق استضافة الدوحة للعناصر الارهابية داخل حدودها أو عن طريق دعم العناصر الارهابية المتواجدة بدول المنطقة وفي كثير من أمصار وأقطار المعمورة. ادعاء النظام القطري بأن ايران دولة اقليمية قوية في المنطقة وأن السبيل الوحيد لحل الخلافات معها يكمن في الحوار هو ادعاء مرفوع للاستهلاك الاعلامي فحسب، فالعالم بأسره يدرك أن النظام الايراني مازال مستمرا في تصدير ثورته الدموية الى كل مكان، وأنه ماض في دعمه لسائر الميليشيات الارهابية داخل المنطقة العربية وخارجها، وأنه مازال يصرف الأموال الطائلة على تلك التنظيمات الاجرامية لتعيث فسادا وخرابا ودمارا في الأراضي التي منيت بتدخله السافر في شؤونها وتسهيل دخول تلك التنظيمات لاطالة أمد أزمات تلك الدول وإبقائها على صفيح ساخن يغلي بالتوتر والاضطراب والقلق.