بعد إنفاق مليارات الدولارات على المساعدات الإنسانية المقدمة لجنوب السودان في السنوات الأخيرة، قد تكون الولاياتالمتحدة مستعدة للتخلي عن تقديم المزيد. وقال البيت الأبيض في بيان شديد اللهجة: إن حكومة جنوب السودان فقدت مصداقيتها، وأن واشنطن قد نفد صبرها، وأضاف البيان: لن نستمر في شراكة مع قادة مهتمين فقط بإدامة الحرب ذات الدوافع العرقية. وفي الوقت الذى توجّه فيه اتهامات لجنوب السودان بعرقلة المساعدات الإنسانية، وإطالة أمد العنف، يحذر المراقبون من أن وقف المعونات الأمريكية سيؤدي لإغراق البلاد في مزيد من الكوارث. وقال متحدث باسم وزارة خارجية جوبا: إننا نطلب من الولاياتالمتحدة ألا تتخلى عن هذا البلد؛ لأننا نحتاجهم. وتقول صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها: إن جنوب السودان أصبح الآن بعيدًا كل البعد عن أجواء 2011 عندما امتلأت شوارع جوبا بالآلاف المحتفلين بانتهاء الصراع العنيف الذي دام عقودًا، من أجل الاستقلال عن السودان، وهي خطوة أنجزت بمساعدة الولاياتالمتحدة. وأرادت الولاياتالمتحدة وشركاؤها والمدنيون في جنوب السودان قصة نجاح، لكنهم بدلًا من ذلك حصلوا على حرب أهلية أخرى، وأضافت الصحيفة: في ديسمبر 2013، انفجر نزاع دموي بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي ينتمي لمجموعة الدينكا، ونائبه الرئيس رياك مشار المنتمي إلى النوير. وانخرطت القوات الموالية لكل رجل منهما في القتال؛ ما أدى إلى مجازر جماعية للمدنيين، والفوضى التي سرعان ما انتشرت في الريف، ثم تصاعد القتال ليتحول إلى حرب عرقية ولم يبطئ منذ ذلك الوقت. وقتل ما لا يقل عن 50 ألف شخص في هذه الحرب، كما خلفت ملايين النازحين، وتقول الأممالمتحدة: إن سلطات جنوب السودان والمتمردين يمنعون على حد سواء الطائرات والشاحنات من توصيل الغذاء والدواء للمدنيين، ما دفعنا إلى إعلان مجاعة في أجزاء من البلاد، فيما تنفي جوبا ذلك. وقال البيت الأبيض إن المسؤولين الأمريكيين «ملتزمون بإنقاذ الأرواح.. ولكن يجب أن نتأكد من أن مساعدتنا لا تساهم في الصراع أو إطالة أمده».