رجحت الأممالمتحدة أمس الخميس ارتكاب طرفي النزاع في الحرب الأهلية الدامية الدائرة في جنوب السودان جرائم ضد الإنسانية، وحذرت من انتهاكات جسيمة «لا تُحصى» لحقوق الإنسان. وجاء في تقرير المنظمة الدولية أن بعثة قوات حفظ السلام الدولية في البلد المضطرب «وجدت أدلة منطقية تدفع للاعتقاد بأن جرائم ضد الإنسانية ارتُكِبَت خلال النزاع من قِبَل القوات الحكومية وقوات المعارضة». وكشف التقرير، الذي استند إلى أكثر من 900 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان، أن «عدداً لا يُحصى من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني وقع خلال النزاع في جنوب السودان». وأوضح أن من بين هذه الانتهاكات «عمليات القتل العشوائية، والاختفاءات القسرية، وعمليات الاغتصاب والاستهداف المباشر للمدنيين الذي تم في الغالب على أسس إثنية، إضافة إلى سوء المعاملة وهدم الممتلكات، وهذه جرائم يتحمل مرتكبوها المسؤولية الجنائية الشخصية عنها». ويأتي نشر التقرير قبل يوم من اللقاء المقرر بين الرئيس سلفا كير ونائب السابق زعيم المتمردين رياك مشار لإجراء محادثات في إثيوبيا. ورغم أن الزعيمين يتحدثان عن التوصل إلى سلام، إلا أن القتال العنيف يستمر، ما دفع الأممالمتحدة إلى التحذير من خطر حدوث مجاعة وإبادة في البلد المضطرب. وقال التقرير إنه «رغم التوقيع على اتفاق وقف العداوات في 23 يناير، إلا أن القتال مستمر دون أمل في أن يرى المدنيون أي توقف له». ورغم أن النزاع بدأ بخصومة شخصية بين كير ومشار، إلا أنه اتخذ أبعاداً إثنية بين أفراد قبيلتي الدينكا التي ينحدر منها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار. وتحدث التقرير عن عمليات قتل فظيعة جرت حتى في الأيام الأولى من اندلاع القتال في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر الماضي. وذكر رجل من قبيلة النوير للعاملين الحقوقيين الدوليين كيف أن قوات الجيش أغارت على منازل وأطلقت النار على مدنيين في جوبا، وأضاف أن «النوير يُقتَلون مثل الدجاج». وبيَّن التقرير أن «شاهداً بعد شاهد تحدثوا عن الفظائع وهم يشاهدون قوات الأمن تدخل إلى أحيائهم، أحياناً في دبابات وأسلحة ثقيلة، وكيف كانوا يجمعون أقاربهم وجيرانهم». وأورد أنه «في بعض الحالات كان الضحايا يُقتَلون فوراً، وفي أحيان أخرى كانوا يؤخذون إلى أماكن أخرى ويُقتَلون».وفي مناطق أخرى كان أعضاء قبيلة الدينكا يُستهدَفون بسبب عرقيتهم ويُقتَلون في عمليات قتل من بينها المجازر التي وقعت في بلدة بنتيو النفطية الشمالية التي يستمر فيها القتال.