كم عدد الطلاب والطالبات الذين لقوا حتفهم تحت عجلات حافلات مدارسهم؟! ما السبب؟ وهل وضعت الحلول المناسبة التي تؤدي بحول الله إلى القضاء على هذا الأمر المخيف؟! نعم هو قضاء وقدر! ومن لم يمت اليوم سيموت غداً، ولكن من أمر جل شأنه بالايمان بالقضاء والقدر أمر سبحانه باتخاذ الأسباب، وأعلى من شأن المحافظة على الأرواح، فجعلها من الضرورات الخمس، ورتب العقوبات الرادعة لمن يتساهل في إزهاقها! كما أن الاكتفاء مع كل حادثة دهس بردات الأفعال غير المنضبطة، بكيل الاتهامات غير المبنية على أدلة ملموسة، أو الاكتفاء بالتبرير وتسجيل المواقف، لن يقدم ولا يؤخر الكثير، حيث تطوى وتلحق القضية الأخيرة بسابقاتها بدون وضع حلول حقيقية واقعية، ثم ننصرف إلى شؤوننا منتظرين الكارثة القادمة! السؤال الذي يجب أن يُطرح ويناقش خصوصاً وأننا في نهاية عام دراسي: كيف نتخلص تماماً من هذه الحوادث المؤلمة؟! طرحت هذا السؤال على مجموعة من المتخصصين والمتخصصات، فكان من الاقتراحات التي وصلتني: ضرورة تواجد زوجة السائق معه في الباص حتى تساعده في تنظيم الطالبات، ومعرفة من صعد ومن لم يصعد! توعية الأهل ببذل جميع الأسباب من أجل المحافظة على فلذات أكبادهم، وضرورة أن يكونوا مع البنت أو الولد عند خروجه من البيت لانتظار الباص صباحاً، وعند نزوله منه في العودة من المدرسة. العناية باختيار السائقين عناية تامة، ليس اعتماداً على الرخصة العمومية فقط، أو حتى اتقانه لمهارات القيادة، بل بناءً على عوامل متعددة، ومنها الفطنة، وضبط النفس، واتقان فن التعامل مع الصغار والصغيرات. بالأمس قال عم طفلة الأول الابتدائي في القصيم، والتي رحلت إلى دار البقاء بعد حادثة دهس مفجعة من حافلتها المدرسية أمام باب بيتها: بعض سائقي الحافلات متعجلون، ورسالتي لهم عدم التحرك بالحافلات حتى التأكد من صعود الطالبة وجلوسها على المقعد أو نزولها ودخولها المنزل؛ حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي والفواجع. ولا أشك أن كثيرين ممن تمر بجانبهم الحافلات المدرسية، يوجهون نفس النصيحة للسائقين وللشركة المشغلة! shlash2020@